أدانت هيئة الأحداث لدى استئنافية الجديدة، أخيرا، ب 4 أشهر حبسا نافذا، فتاتين قاصرتين، لعدم تبليغهما عن جريمة قتل، وقعت بأزمور، إلى جانب تقديم المساعدة لشخص في خطر. الفتاتان القاصرتان كانتا سببا في ارتكاب الجريمة بعد خلاف بينهما وكانت المصلحة المحلية للشرطة القضائية لدى مفوضية الشرطة بأزمور، أحالت، شهر مارس الماضي، 5 مشتبه بهم، في حالة اعتقال، على الوكيل العام باستئنافية الجديدة، من أجل القتل العمد والمشاركة، وعدم التبليغ. وجرى إيداع الجميع رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي سيدي موسى. وحسب الوقائع المضمنة في المسطرة القضائية، فإن الضابطة القضائية كانت تمارس مهامهما على رأس المداومة الليلية بمفوضية أزمور، عندما تلقت إشعارا من قاعة المواصلات المحلية، يفيد بضرورة التدخل والانتقال إلى المدينة القديمة، جراء تعرض شاب لاعتداء بواسطة سلاح أبيض من قبل مجهولين. وبباب المخزن بالمدينة العتيقة، وجد المتدخلون الأمنيون شابا في مقتبل العمر، كان ممددا على ظهره، ويحمل جرحا داميا غائرا في صدره، من الجهة اليسرى. وعمد رجال الأمن جراء ذلك إلى نقل الضحية على متن سيارة للإسعاف، تابعة للوقاية المدنية، إلى المستشفى المحلي بأزمور، حيث فارق الحياة داخل قسم المستعجلات، نتيجة الطعنة القاتلة، التي أصابته مباشرة في القلب. بعد مباشرة التحريات الميدانية، التي قادت إلى تحديد هوية الهالك (ح)، أحيلت جثته على مستودع الأموات لدى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، لإخضاعها للتشريح الطبي. واسترسالا في البحث والتحريات الميدانية في مسرح الجريمة، اهتدى المحققون إلى المتهم، المدعو (ط)، الذي كان لحظة وقوع الجريمة بمعية الضحية، وشخصين يدعيان (ع) و(ا)، ناهيك عن فتاتين، تدعيان (د) و(ح). وجراء حملة تمشيط واسعة النطاق، شنتها دوريات الأمن، وشملت مختلف الأحياء والتجمعات السكنية بأزمور، تمكنت الشرطة من إيقاف المدعوة (ح)، بمحاذاة حديقة مولاي إسماعيل. وأفادت الأخيرة، عند إخضاعها للبحث، أنها كانت تجالس، في ساعة متأخرة من الليل، السالف ذكرهم، وأنها دخلت في خصام مع المدعوة (د)، بسبب جلباب، كانت اقترضته منها، وتطور الأمر إلى عراك واشتباك، تدخل جراءه (ح)، لمساندة إحدى الفتاتين، فيما تدخل (ط) لمساندة الفتاة الأخرى، وأستل الأخير سكينا، وجه بواسطة قبضته ضربة إلى رأس (ح)، الذي وجه بدوره إلى غريمه ضربة بحجرة، ما أثار حفيظة (ط)، الذي استعان بالسكين ذاته، الذي كان بحوزته، وهاجم مجددا الضحية، وسدد إليه طعنة غائرة، أصابته في القلب، سقط على إثرها على الأرض. وانضم المدعوان ( ع) و(ا) إلى (و)، وواصلوا اعتداءهم على الضحية بالركل والرفس، قبل أن يلوذوا جميعا بالفرار، مخلفين الضحية مضرجا في بركة من الدماء. وبدرب عبد الرزاق بالمدينة العتيقة، أوقف رجال الشرطة المدعوة (د)، وأكدت في محضر استماعها، وقائع وحيثيات الحادث، كما جاءت على لسان المشتبه بها (ح). واسترسالا في البحث والتحريات، جرى اعتقال المدعوين (ع) و(ا)، بناء على إخبارية، عندما كانا يوجدان بطريق الولي الصالح مولاي بوشعيب، وكانا في حالة سكر وتخدير بواسطة لصاق العجلات، واقتيدا إلى المصلحة الأمنية، ووضعا تحت تدبير الحراسة النظرية، إلى حين استرجاع وعيهما، لمباشرة البحث معهما. فيما احتفظت الضابطة القضائية بالفتاتين، تحت المراقبة القضائية، لصغر سنهما. وتكللت عملية مراقبة وترصد لصيقة بمنزل المتهم الرئيسي، باعتقال الأخير، في ساعة مبكرة من الصباح، وكان في حالة سكر وتخدير، وبحوزته حقيبة ظهرية، ضبط بداخلها رجال الشرطة، ملابس، ضمنها "جاكيط" ملطخ بالدماء. وكان يحمل جرحا في يده اليسرى، جرى على إثره نقله إلى المستشفى، لتلقي الإسعافات الأولية. وبعد الاستماع إلى المشتبه بهم الأربعة، ضمنهم الفتاتان القاصرتان، بحضور والديهما، جاء دور المتهم الرئيسي (ط)، الذي كشف تفصيليا عن ظروف وملابسات ارتكاب الجريمة، التي ذهب ضحيتها (ح). وفور استكمال إجراءات البحث والتحريات، وانقضاء فترة الحراسة النظرية، أحالت الضابطة القضائية، المشتبه بهم الخمسة، في إطار مسطرة تلبسية، على الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية بالجديدة، من أجل الأفعال المنسوبة إليهم، المنصوص على عقوباتها، بمقتضى القانون الجنائي.