تمكنت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، من اعتقال مروج للخمور دون رخصة، ويتعلق بالأمر برجل مسن، كان يخلف في هذا النشاط المحظور، ابنه المدعو (ع)، الذي كانت المصلحة الأمنية نفسها، اعتقلته، شهر يونيو 2010، وأحالته، بموجب مسطرة تلبسية، على العدالة. متهمان بترويج الكحول دون رخصة في قبضة الشرطة (ايس برس) وقضت المحكمة في حقه ب 8 أشهر حبسا نافذا، قضى منها 6 أشهر بالسجن المحلي سيدي موسى بالجديدة. وحسب وقائع النازلة، فإن عناصر الشرطة القضائية، حاصرت ليلا، بحر الأسبوع الماضي، وكرا محصنا بدرب الحجار، بابه الخارجي ونوافذه حديدية، وجدرانه عالية، وكان يعده صاحبه لترويج المشروبات الكحولية بمختلف أنواعها، دون توفره على رخصة. واضطر المتدخلون الأمنيون خلال هذه العملية، إلى إغلاق منافذ البنايات المجاورة، تحسبا لمحاولة فرار الهدف، ومن ثمة، عمدوا إلى إزالة الباب الحديدي للوكر، الذي كان المشتبه به يتحصن بداخله. ومكنت عملية الاقتحام والمداهمة من اعتقال "الكراب"، وحجز ما يزيد عن 200 قنينة خمر، ومبلغ مالي مهم، متحصل من مبيعات الكحول. وبعد تصفيده، اقتادته الشرطة إلى المصلحة الأمنية، ووضعه المحققون تحت تدبير الحراسة النظرية. وأبانت التحريات أن المشتبه به من ذوي السوابق العدلية، وكان قضى عقوبات سالبة للحرية، لضلوعه في قضايا جنحية، تتعلق بترويج الخمور دون رخصة، والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض. وفور استكمال عناصر البحث، أحالته الضابطة القضائية، بمقتضى حالة التلبس، على وكيل الملك بابتدائية الجديدة، الذي تابعه في حالة اعتقال، وأودعه رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي سيدي موسى، حيث يقضي ابنه عقوبة حبسية من أجل الأفعال الجرمية نفسها. وكان، بالمناسبة، فريق أمني، تشكل، ليلة الثلاثاء 29 يونيو الماضي، ضم 10 عناصر أمنية، تنتسب إلى فرقة الصقور، والأقسام القضائية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، وانتقل إلى درب الحجار بالجديدة، حيث يوجد الوكر، الذي كان الابن المدعو (ع)، يستغله في نشاطه المحظور. وبعد اتخاذ الاحتياطات والتدابير الاحترازية، ومحاصرة البيت من جميع منافذه، التي اعتاد المشتبه به سلكها، للإفلات من قبضة رجال الأمن، سيما من الجهة المحاذية لمؤسسة تربوية بالجوار، أو عبر سطوح المنازل المجاورة، تسنى للمتدخلين الأمنيين إيقافه، وهو متلبس بفعل الاتجار في الخمور، دون رخصة، وجرى تصفيده، واقتياده إلى المصلحة الأمنية. وحجزت الضابطة القضائية، من داخل الوكر، ومن مرآب مجاور، كمية مهمة من الخمور، بلغت 4310 قنينات، مختلفة الأنواع، كان "الكراب" الموقوف، اقتناها من الأسواق التجارية الممتازة، بالإضافة إلى مبلغ مالي قدره 712 درهما، متحصل عليه من المبيعات. تجدر الإشارة إلى أن الوكر المحصن الكائن بدرب الحجار، بات مصدر قلق دائم للسكان والمواطنين، وسببا في استشراء تجليات الجريمة بعاصمة دكالة، وكذا، مبعث قلق السلطات الأمنية والمحلية، وسبق أن استهدفته مصالح الأمن عدة مرات، لكن، على ما يبدو، دون جدوى، إذ ما إن يجري الإفراج عن أفراد العائلة، التي تمتهن الاتجار في الخمور دون رخصة، حتى يستأنفوا من جديد نشاطاتهم المحظورة، في هذا الوكر ذي البناء العشوائي، الآيل للانهيار، والذي لا يتوفر على مواصفات التعمير أو السكن. ما بات يحتم تدخل السلطة الإقليمية الأولى، والنيابة العامة، لهدمه، أو على الأقل إصدار قرار يقضي بإغلاقه وتشميعه، على غرار حانة للخمور بعاصمة دكالة، شهدت أخيرا ارتكاب جريمة قتل بشعة. وبالمناسبة، كان ل"المغربية" اتصال بباشا المدينة، وأفاد ممثل السلطة المحلية، الخليفة الأول لعامل إقليمالجديدة، أن إجراءات هدم الوكر أو إغلاقه، أو غيرها من الإجراءات الإدارية، لا تدخل البتة في إطار صلاحياته، وأن ذلك يدخل في نطاق اختصاصات المحكمة والقضاء.