أكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أمينة بنخضرة، أول أمس الخميس، بباريس، تجند المغرب، من خلال تجربته المعترف بها على الصعيد العالمي، لتحسين ولوج البلدان الإفريقية لمصادر الطاقة، سيما المتجددة منها. وأكدت بنخضرة، خلال مشاركتها في أشغال المؤتمر الوزاري حول مبادرة المناخ باريس-نيروبي من أجل الولوج إلى الطاقة النظيفة في إفريقيا والبلدان الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، على دعم المغرب لهذه المبادرة في أفق "جعل الطاقات في متناول الجميع، لاسيما السكان الأكثر عوزا، الذين يبلغ تعدادهم 1,4 مليار، ويوجد جزء كبير منهم بإفريقيا". وينظم هذا اللقاء، الذي يأتي عقب مؤتمر كانكون 2010، بشراكة بين فرنسا وكينيا في إطار التحضير لمؤتمر دوربان حول التغيرات المناخية، المزمع عقده في نهاية السنة الجارية بجنوب إفريقيا. وقالت الوزيرة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "المغرب سيشارك في المؤتمر على اعتبار أنه يتوفر على تجربة غنية في هذا المجال بالإمكان تقاسمها"، مشيدة ب "الأصداء الإيجابية جدا"، التي نالها برنامج الكهربة القروية الشامل بالمغرب، والذي قدمته بهذه المناسبة. وعزت نجاح هذا البرنامج، الذي جرى إطلاقه سنة 1996، إلى الرؤية التي جرى تجسيدها من خلال مشاريع ملموسة، تغيت تعبئة جميع الفاعلين وتشجيع الشراكات. وقالت إن "المشاركين توقفوا عند أوجه التقدم الملحوظة التي حققها المغرب، من خلال المرور من معدل كهربة نسبته 18 في المائة سنة 1995 إلى نحو98 في المائة في 2010". وأكدت الوزيرة أن العديد من الوزراء وممثلي المنظمات المشاركة في هذا اللقاء، عبروا عن رغبتهم في الاستفادة من "النموذج" المغربي بشكل أكبر". وعلى هامش هذا اللقاء، الذي نظم بحضور سفير المغرب بباريس، المصطفى الساهل، عقدت الوزيرة محادثات، جمعتها على الخصوص، مع الوزير الأول الكيني، رايلا أودينغا، الذي ترغب بلاده في تطوير تعاونها بشكل أكبر مع المغرب في مجال الكهربة القروية، والوزير الغيني المكلف بالطاقة، الحاج بابا كولي كوروما، الذي عبر من جهته، عن رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال الماء (التوزيع وتدعيم الكفاءات). كما جرى عقد لقاءات ثنائية أخرى، مع الوزراء المكلفين بالطاقة أو المالية بكل من الغابون، والكونغو، والطوغو، والسينغال، وغامبيا، في أفق تقوية التعاون مع هذه الدول في مجال الطاقات المتجددة. وأكدت بنخضرة تعبئة المغرب للدفاع عن اللجوء، أكثر فأكثر، إلى الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، مضيفة "أعلنا ذلك في استراتيجيتنا، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، واليوم، فإننا ندرج ذلك في الإنجازات من خلال مشاريع ملموسة في مجال الطاقة الشمسية والهوائية، وأيضا، في مختلف البرامج المتعلقة بالنجاعة الطاقية مثل تعميم المصابيح ذات الاستهلاك المنخفض". وأوضحت الوزيرة أن تنمية الطاقات المتجددة تتطلب، أيضا، تعاونا دوليا والتزاما من طرف الدول المتقدمة "من أجل "تعبئة التمويلات وتغطية فوارق الأثمان، التي ما زالت موجودة في الطاقة الشمسية، وكذا دعم هذه البرامج في مختلف المناطق وضمنها الدول النامية". وفي هذا الإطار، أجرت بنخضرة مباحثات مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقات المتجددة، عدنان أمين، ووزير الصناعة والطاقة الفرنسي، إريك بيسون، والوزيرة المكلفة بالبيئة والتنمية المستدامة، ناتالي كوسيوسكو موريزي. وتركزت المباحثات مع المسؤولين الفرنسيين حول سبل تطوير استغلال الطاقات المتجددة وتطبيق الدورية الأوروبية المتعلقة بتصدير الطاقة الخضراء من دول إفريقيا الشمالية خاصة المغرب نحو أوروبا. وقالت الوزيرة، بهذا الخصوص، "عقدنا غداة انعقاد هذا المؤتمر أول اجتماع بدعم من الجانب الفرنسي، ومكاتب الدراسات التي ستواكبنا لتحديد المضمون التقني والقانوني لهذا البند". وأضافت أن هذا الاجتماع مكن من بحث ما يتعين القيام به في إطار التنمية المستدامة، تحضيرا للاجتماع حتى يمكن أن يتوصل إلى نتائج ملموسة . وشارك في هذا المؤتمر الوزاري المنعقد بمبادرة من المناخ باريس نيروبي برئاسة كل من الوزيرة الفرنسية للبيئة، والوزير الأول الكيني، نحو ستين من الدول والمنظمات غير الحكومية والفاعلين الخواص، من أجل مناقشة وضع اتفاق كانكون في مجال نقل التكنولوجيا وتنظيم التعبئة الدولية في هذا المجال.