أسدلت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمراكش، نهاية الأسبوع الماضي، الستار على أطوار محاكمة عصابة مكونة من أربعة متهمين ضمنهم فتاة، خططوا لجريمة قتل بشعة راح ضحيتها تلميذ من مواليد 1995، يدعى أسامة (السفيني) بعد إدانة كل من إدريس (ه)، مستخدم بمكتب الاستثمار الفلاحي الحوز، ويعتبر المدبر الرئيسي لعملية اختطاف وقتل ابن أخته، وعبد الحكيم (ل) منفذ جريمة القتل بعقوبة الإعدام، في حين قضت الغرفة نفسها بثلاثين سنة سجنا نافدا في حق غزلان (ك)، وب 25 سنة سجنا نافذا في حق المتهم الرابع المدعو المحجوب، بعد متابعتهم وفق ملتمسات الوكيل العام للملك من أجل الاختطاف والاحتجاز، وطلب فدية، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وستحاول "المغربية" إعادة تركيب الجريمة، التي انطلقت بعملية اختطاف واحتجاز وطلب فدية، وانتهت بتصفية الضحية بطريقة لا يمكن تصديقها إلا في الأفلام "الهوليودية". اختطاف ابن الأخت توطدت علاقة إدريس، المزداد سنة 1974 بمدينة مراكش، بالمتهمين عبد الحكيم والمحجوب، أصدقاء طفولته، منذ ثلاث سنوات، وأصبح يقضي معهما جل أوقات فراغه في احتساء الخمر وتناول المخدرات، وكان من حين لآخر يفكر في وسيلة سريعة لكسب المال لشراء منزل وسيارة، وتلبية حاجياته اليومية، فراودته في البداية فكرة السطو على إحدى الوكالات البنكية بمدينة مراكش، وأصبح مدمنا على مشاهدة الأفلام الأجنبية لمتابعة الطريقة والوسيلة المستعملتين في تنفيذ عمليات السطو على الوكالات البنكية، قبل أن يتراجع عن هذه الفكرة خوفا من إلقاء القبض عليه، لتراوده فكرة اختطاف ابن أخته أسامة بعد استدراجه من إعدادية القدس الكائنة بحي الإنارة، التي يتابع فيها دراسته بالسنة الثامنة من التعليم الأساسي، واحتجازه والاتصال بوالده، وهو زوج أخته، ومطالبته بفدية مالية قدرها 100 مليون سنتيم، للإفراج عن أسامة، خاصة أن المعني بالأمر ميسور ماديا. فأصبح فكره منصبا على العملية واهتمامه مركزا على طريقة تنفيذها، خصوصا أنه يعرف أسامة بحكم القرابة، فهو الابن المحبب والمفضل لدى والده، وله مكانة متميزة داخل أسرته، ولتهيئ الوسائل لتنفيذ العملية استضاف صديقه عبد الحكيم بمنزله لمعاقرة الخمر، ليكشف له عن خطته المتمثلة في اختطاف طفل واحتجازه في مكان منعزل عن أنظار الناس، ومطالبة والده بفدية مالية، وطلب منه مشاركته في العملية مقابل تسلمه مبلغ 30 مليون سنتيم، واستغلال منزل والده الذي مازال في طور الإنجاز بحي المحاميد لاستعماله كملجأ في احتجاز أسامة.