بلغ عدد المشاريع المنجزة بالقطاع الصحي في الوسط القروي، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 566 مشروعا، استفاد منها 428 ألفا و421 مستفيدا، بكلفة إجمالية بلغت 487 مليون درهم. بادو تؤكد أمس أن الحكومة منكبة على تعميم المساعدة الطبية لفائدة الفئات المعوزة (كرتوش) وقالت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد إطارا ملائما يقارب القضايا الصحية الأولية، من خلال برامج تنموية واقتصادية واجتماعية، تستهدف السكان، الذين يعانون الهشاشة، والمفتقرين إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، بما فيها الرعاية الصحية، مؤكدة أن الحكومة منكبة على تعميم نظام المساعدة الطبية على باقي جهات المملكة، لفائدة الفئات المعوزة، التي تقدر بحوالي 8.5 ملايين نسمة، ما يعادل 28 في المائة من السكان، حسب الوزيرة، قصد تحسين الولوج لعلاجات صحية ذات جودة. وأوضحت بادو في كلمة، خلال الملتقى الوطني الأول للصحة بالوسط القروي، أمس الثلاثاء بالرباط، أن وتيرة تعزيز التغطية الصحية الأولية، عبر المؤسسات الصحية الأساسية تتوسع سنة بعد أخرى، إذ بلغ عددها 2630 مؤسسة، 74 في المائة منها توجد في الوسط القروي، فيما بلغ عدد المؤسسات الصحية الأساسية، التي تتوفر على وحدة للتوليد 518 مؤسسة، 373 منها توجد في الوسط القروي، مشيرة إلى أنه جرى تعيين ما يناهز 46 في المائة من مجموع الأطباء والممرضين الجدد في الوسط القروي. وذكرت الوزيرة بالمؤشرات المتعلقة بالحالة الصحية للمواطنين، وقالت إنها شهدت تحسنا ملموسا، حسب المعطيات الأخيرة للمندوبية السامية للتخطيط، إذ ارتفع أمل الحياة عند الولادة إلى 75 عاما سنة 2010، مقابل 68 سنة 1992، وانخفضت نسبة وفيات الأمهات من 227 وفاة في كل 100 ألف ولادة حية إلى 112 وفاة سنة 2010، فيما انخفضت نسبة وفيات الأطفال دون السنة الأولى من 40 في 1000 ولادة حية إلى 30 في الألف حاليا، مؤكدة أن هذه النسب ستنخفض تدريجيا في السنوات المقبلة، لبلوغ أهداف الألفية المتوخاة. وأبرزت الوزيرة أنه، رغم التحسن المسجل على الصعيد الوطني، ما يزال يلاحظ تفاوت بين الوسطين القروي والحضري، خاصة في المناطق الصعبة الولوج، مشيرة إلى أن التغطية الصحية تبقى دون المستوى المطلوب. في هذا الصدد، أفادت بادو، أن الوزارة، من خلال المخطط الخماسي 2008-2012، ترمي إلى دعم الظروف الملائمة للنهوض بالحالة الصحية للسكان في هذه المناطق على مبدأ أساسه المساواة، عبر التركيز على المشاكل الصحية ذات الأولوية، ودعم جودة الخدمات الصحية، وتقليص التفاوت الحاصل في المؤشرات الصحية بين الوسط الحضري والقروي وعلى صعيد الجهات والأقاليم. وأكدت بادو أن المخطط الوطني للصحة في الوسط القروي من بين المكونات الأساسية لخطة العمل الخماسية، التي تسعى إلى تعزيز الإمكانيات والموارد في الوسط القروي لتجسيد المساواة في الولوج إلى الخدمات الصحية ذات الجودة، من خلال تحسين ولوج السكان القرويين لعلاجات أساسية ذات جودة تتماشى وحاجياتها، وتحسين استعمال المصالح الصحية في الوسط القروي، والاستفادة من خدماتها، وإشراك الجماعات المحلية والشركاء في البرامج الصحية، التي تستهدف العالم القروي. من جهتها أوضحت، نديرة الكرماعي، العامل، منسقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن عدد المستفيدين من المبادرة في الميدان الصحي يناهز مليون مستفيد، بكلفة إجمالية بلغت 1,8 مليار درهم، ساهمت المبادرة الوطنية فيها ب 995 مليون درهم، ووزارة الصحة ب 162 مليون درهم، والباقي ساهمت به وزارات أخرى. وفي ما يخص نوعية تدخلات المبادرة، أفادت الكرماعي أنها تتمثل في بناء وتهيئ المراكز الصحية والمستشفيات، ومراكز تصفية الدم، والمستوصفات، ودور الأمومة والولادة، إلى جانب اقتناء سيارات الإسعاف وتجهيز المستشفيات، مشيرة إلى أنه جرى إنجاز حوالي 566 مشروعا في الوسط القروي، استفاد منها 428 ألفا و421 مستفيدا، بلغت كفتها الإجمالية 487 مليون درهم.