أكدت وزارة الداخلية السورية أن مجريات الأحداث الأخيرة كشفت أن ما شهدته أكثر من محافظة سورية هو "تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية" وأنها لن تتساهل مع نشاطاتها "الإرهابية"، التي تعيث بأمن الوطن والمواطنين. وأوضحت الوزارة في بيان أصدرته، مساء أول أمس الاثنين، أن "مجريات الأحداث الأخيرة كشفت أن ما شهدته أكثر من محافظة سورية من قتل لعناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل بأجسادهم، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وإطلاق النار لترويع الأهالي وقطع الطرقات العامة والدولية، إنما هو تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية, سيما في مدينتي حمص وبانياس، حيث دعا بعضهم علنا إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين بإقامة إمارات سلفية". وأضافت أن ما قامت به هذه "المجموعات المسلحة يشكل جريمة بشعة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات, ويظهر أن الهدف من نشر إرهابها في ربوع سورية هو التخريب والقتل وبث الفوضى بين الأهالي وترويعهم, مستغلين مسيرة الحرية والإصلاح، الذي انطلقت عجلته في برنامج شامل ضمن جداول زمنية محددة أعلن عنها الرئيس بشار الأسد في كلمته التوجيهية للحكومة الجديدة". وشددت الوزارة على أنها "لن تتساهل مع النشاطات الإرهابية لهذه المجموعات المسلحة، التي تعبث بأمن الوطن وتنشر الإرهاب والرعب بين المواطنين, لذلك ستعمل بكل حزم لفرض استتباب الأمن والاستقرار على كافة أرجاء الوطن، وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا لتقديمهم للعدالة وإنهاء أي شكل من أشكال التمرد المسلح". وأهابت, في ختام بيانها, بالمواطنين ب "ضرورة الإبلاغ عن أوكار الإرهابيين والمشبوهين وعدم السماح لهم بالإندساس بين صفوفهم واستغلال مناخ الحرية لسفك الدماء وتخريب الممتلكات العامة والخاصة". وكان التلفزيون السوري الرسمي أعلن عن مقتل عشرة أشخاص, من بينهم ضباط في الأمن, وإصابة عدد من المدنيين والعسكريين بجروح في الأحداث، التي شهدتها محافظة حمص وسط البلاد، مشيرا إلى أن "مجموعات إجرامية مسلحة" قامت بإطلاق النار بشكل عشوائي على الأهالي وقوات حفظ النظام. من جهة أخرى، فرقت قوات الأمن السورية ب "القوة", فجر أمس الثلاثاء, اعتصاما شارك فيه آلاف الأشخاص في مدينة حمص الواقعة على بعد 160 كلم شمال دمشق. وقال مصدر حقوقي أنه جرى تفريق اعتصام في ساحة "الساعة" بحمص نظمه محتجون للمطالبة بإصلاحات, مشيرا إلى أنه"جرى إطلاق نار كثيف". وحسب الناشطين فإن حالة من التوتر تسود حمص منذ السبت الماضي، بعد أن أفرجت الأجهزة الأمنية عن جثة شيخ يدعى فرج أبو موسى بعد أسبوع على اعتقاله لدى خروجه من أحد المساجد. وأشار أحد الناشطين إلى ارتفاع التوتر لدى ورود أخبار عما يجري في الرستن وتلبيسة المنطقتين المجاورتين لحمص, "حيث قتل أربعة أشخاص على الأقل برصاص قوات الأمن السورية".