اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي, أمس الثلاثاء, أن حلف شمال الأطلسي لا يبذل جهدا كافيا لحماية المدنيين في ليبيا, وقال إنه يتوجب عليه تدمير المزيد من الأسلحة الثقيلة التي تقصف مدينة مصراتة المحاصرة. استمرار تدفق الفارين من ليبيا نحو معبر السلوم المصري (أ ف ب) وشدد جوبي, في تصريح لإذاعة "فرانس أنفو", على ضرورة اضطلاع حلف شمال الأطلسي بدوره الكامل في منع العقيد، معمر القذافي، من استخدام أسلحة ثقيلة لقصف المدنيين. وأضاف وزير الخارجية الفرنسي أنه سيثير هذا الأمر في لوكسمبورغ, حيث سيجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وفي وقت لاحق خلال الأسبوع. وأشار إلى أن الوضع في مصراتة يتطلب بذل جهد كبير في ما يتعلق بأعمال الإغاثة الإنسانية, مضيفا أن الاتحاد الأوروبي, الذي لم يرد الالتزام بعملية عسكرية, يجب أن يمنح أولوية لمساعدة السكان المدنيين. وأعلنت وزارة الخارجية الليبية أن "أي اقتراب من الأراضي الليبية بذريعة العمل الإنساني سيواجه بمقاومة عنيفة", في رد على إعلان الاتحاد الأوروبي عزمه القيام بمهمة عسكرية إنسانية تروم مساعدة سكان مدينة مصراتة المحاصرة. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية, عن وزارة الخارجية تأكيدها في بيان أصدرته بهذا الخصوص, أنه جرى "إبلاغ مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي بأن أي اقتراب من الأراضي الليبية بذريعة العمل الإنساني سيواجه بمقاومة عنيفة وغير متوقعة من الشعب المسلح". وأضاف بيان وزارة الخارجية الليبية, أن "المليون ليبي الذين تسلموا السلاح منذ بداية ( العدوان الاستعماري الصليبي)على ليبيا, مستعدون للدفاع عن بلدهم ومستعدون للدفاع عن مصراته.. وليبيا لا تقبل القيام بأي أعمال إنسانية إلا عبر الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين". وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون, وجهت رسالة, الجمعة الماضي, إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, تبلغه فيها "استعداد الاتحاد الأوروبي للتحرك "بكافة الوسائل ومن ضمنها العسكرية" لتنفيذ خطة إنسانية تروم مساعدة سكان مصراتة البالغ عددهم نحو 300 ألف نسمة والمحاصرين من طرف القوات التابعة للعقيد القذافي على بعد نحو 200 كلم شرق طرابلس. من جهته، حث الاتحاد الإفريقي، أمس الثلاثاء، الثوار الليبيين على "التعاون الكامل" بعدما رفضوا خطة الهدنة، التي قدمها الوسطاء الأفارقة مشترطين رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال الاتحاد الإفريقي في بيان حول زيارة وفده، الذي ضم رؤساء دول إلى ليبيا "نظرا لمطلب سياسي وضعه المجلس الوطني الانتقالي شرطا مسبقا لإطلاق محادثات طارئة حول تطبيق هدنة, لم يتسن في هذه المرحلة التوصل إلى اتفاق حول المسألة الأساسية المتمثلة بوقف الأعمال الحربية". وأضاف البيان أن الوفد "يوجه دعوة ملحة إلى المجلس الوطني الانتقالي للتعاون الكامل من أجل مصالح ليبيا العليا والمساهمة في مساعي الوصول إلى حل سياسي دائم وعادل وتطبيقه". وكان الزعيم الليبي معمر القذافي وافق على خطة الاتحاد الإفريقي لكن قيادة الثوار في مدينة بنغازي رفضت المبادرة وأصرت على رحيل القذافي.