التئم ثلة من الباحثين والمهتمين بتاريخ المغرب, أمس الجمعة بالريصاني, لمناقشة ومقاربة قضية التحولات والإصلاحات الاجتماعية والثقافية في عهد السلطان مولاي يوسف. وشدد الباحثون, في لقاء نظم ضمن فعاليات الدورة ال16 لجامعة مولاي علي الشريف التي تنظم على مدى يومين حول موضوع "الثقافة والفكر في عهد السلطان مولاي يوسف : الجزء الثاني", على أن فترة حكم هذا السلطان العلوي عرفت الكثير من التحولات والإصلاحات على كافة المستويات كان الغرض منها الحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخ مقومات الدولة المتشبعة بقيمها وعادتها وموروثها الحضاري والثقافي والديني. وفي هذا السياق, أكد محمد الصمدي, الباحث والأستاذ بكلية أصول الدين بتطوان, أن السلطان مولاي يوسف "وقف بالمرصاد لمحاولات الاستعمار الفرنسي الرامية الى السيطرة على مسألة الأحباس باعتبارها تشكل الضمانة الوحيدة الباقية لإقامة الشعائر الدينية", مضيفا أن السلطان مولاي يوسف أعلن استقلال الأحباس استقلالا تاما عن كل التدخلات الأجنبية حفاظا على قدسيتها وحرمتها الوطنية والدينية. من جانبه, اعتبر الباحث أحمد شيخي أن البنيات الاجتماعية والثقافية المغربية عرفت تغييرات بعد توقيع معاهدة الحماية مما نتج عنه حراك سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي أدى إلى ظهور بنيات جديدة ومختلفة عن سابقتها. أما محمد علوي أمراني فتطرق في مداخلته الى دور العلماء في ترسيخ الوعي الوطني في عهد السلطان مولاي يوسف, وذلك مساهمة منهم في خلق حركة مناهضة للاستعمار الفرنسي ورافضة لكل ما أحدثه في المجتمع المغربي وخاصة ما ينافي التعاليم الاسلامية. وبخصوص الإصلاحات التي شهدها عهد هذا السلطان مولاي يوسف, فقد استعرض الباحث عمر صوصي علوي قضية تأثير نظام الحماية على المغرب وذلك من خلال بروز تيار فكري قوي يدعو إلى نبذ التقاليد البالية والتوفيق بين الثوابت الأساسية للأمة المغربية وبين ما حققته الحضارة الأوروبية من منجزات لصالح الإنسانية في جميع مجالات الحياة. أما الباحث محمد اللبار, أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس, فسلط الضوء على أبعاد السياسة التعليمية الاستعمارية التي سعت فرنسا إلى إقرارها بالمغرب بعد توقيع معاهدة الحماية, والوقوف على مختلف المجهودات التي بذلت في عهد السلطان مولاي يوسف بخصوص تنظيم وتطوير المنظومة التعليمية بالمغرب عامة ومنظومة جامعة القرويين خاصة. يشار إلى أن جامعة مولاي علي الشريف, أضحت منذ تنظيم أولى دوراتها سنة1989 موعدا سنويا يهدف خدمة البحث في تاريخ وتراث المغرب على عهد السلاطين العلويين.