يعاني سكان دوار مولاي إدريس بجماعة أيت سيبرن، الموجودة على بعد حوالي 15 كلمترا شرق عمالة الإقليم، من عدة مشاكل مرتبطة أساسا بالتداعيات السلبية لوجود مقلع للأحجار بجوار مساكنهم التي أصبح بها العيش لا يطاق من جراء تعدد الملوثات كالغبار الذي تخلفه عمليات نقل الأتربة والأحجار أثناء مرور الشاحنات الثقيلة، إضافة إلى مخاطر شظايا الأحجار التي تتطاير على مسافات طويلة من جراء الانفجارات القوية التي تحدث بالمقلع المجاور، ما ينتج عنه تشققات وتصدعات بمنازلهم ناهيك عن حرمانهم من الماء الشروب والكهرباء للضغط عليهم من أجل بيع أرضهم والانتقال إلى مكان أخر كما حدث لعدد من جيرانهم. وأفاد عدد من السكان ممن التقتهم "المغربية" بعين المكان، أن المقاولة المستغلة للمقلع لا تحترم المعايير المعمول بها قانونيا في ما يتعلق باستغلال مقلع الحجارة والحفاظ على سلامة المواطنين، ولا تتخذ الإجراءات الوقائية للحيلولة دون إصابة الأشخاص، إذ تكتفي المقاولة بإطلاق صفارة الإنذار لإجبار السكان على مغادرة منازلهم إلى حين انتهاء عمليات التفجير، التي غالبا ما تكون قوية جدا تهتز معها الأرض من تحت أقدامهم ، لأن المقاولة المعنية تستعمل مواد محظورة، ما يجعلهم يعيشون في حالة هلع مستمر، خاصة أن من ضمن القاطنين بعين المكان أشخاص مسنون لا يقدرون على الهروب في ظرف وجيز. وأوضحت (ب.ف) في حديثها إلى المغربية أثناء زيارتنا لمنزلها، أنها معاقة ولا تقوى على الهروب لذا تبقى قابعة داخل بيتها والخوف لا يفارقها كلما بلغ إلى علمها اقتراب موعد التفجير، مضيفة أنها لم تجد سبيلا لمغادرة المكان كما هو حال جميع جيرانها المتشبثين بممتلكاتهم وأراضيهم الفلاحية . ويتذكر "بوعبيد " وهو من السكان القدامى، مزداد سنة 1951، كيف اخترق حجر كبير تطاير أثناء التفجير، سقف منزل جاره الفقيه حيث أحدث ثقبا كبيرا به قبل أن يسقط على مخدة وسط المنزل بجانب ابنة الفقيه التي نجت من الإصابة ، وعند عرض المشكلة على صاحب المقاولة وعد صاحب المنزل المصاب بإصلاح الأضرار والوقوف إلى جانبه إلى حين الانتهاء من أشغال الترميم إلا أنه يتخلى عنه بعدما زوده بعدد قليل من أكياس الاسمنت. وقال (ب.ي) إنه يضطر إلى ترميم منزله بعد كل تفجير يحصل بالمقلع، غالبا ما يخلف شقوقا وتصدعات في الجدران وأحيانا تنهار كاملة كما حصل لإسطبله المجاور للمنزل، ولتأكيد أقواله طلب منا مرافقته إلى حيث يقطن من أجل تصوير المشهد حيث عاينت الجريدة شقوقا كبيرة تشمل جميع زوايا الغرف والإسطبلات مضيفا أن السكان قضوا بعض الليالي خلال الأيام الممطرة الأخيرة في حالة هلع شديد مخافة انهيار الجدران المتصدعة فوق رؤوسهم أومواشيهم. وأردف المتحدث أن صاحب المقاولة النافذ يحاول الضغط على السكان من اجل الدفع بهم نحو بيع أراضيهم الزراعية المتاخمة للمقلع، بغرض توسيع هذا الأخير في الوقت الذي يجب فيه أن يعالج مشاكل السكان للحفاظ على استقرارهم وسلامة ممتلكاتهم . وأضاف عدد ممن تحدثت إليهم "المغربية" بعين المكان أن المعني يحاول بكل ما أوتي من قوة واستغلال النفوذ بسط سيطرته على جميع الأراضي التي تتوفر فيها الطبقات الرسوبية لألواح الأحجار حيث عمد بتعليمات منه إلى قطع الماء الصالح للشرب على السكان المذكورين رغم إنجاز الجماعة لسقاية بجوار المساكن إلا أن هذه السقاية لم تشتغل إلا يوما واحدا منذ إنجازها وعند إشعار السلطات المحلية والإقليمية بحرمان السكان من الماء يتدخل على أساس أن السكان هم المستفيدون الأوائل من مشروع تزويد أيت سيبرن بالماء الشروب . من جهة أخرى أكد مصدر مسؤول بجماعة أيت سيبرن أن مشاكل المقلع تخص صاحبه بالدرجة الأولى، موضحا أن المقلع المذكور يدر على الجماعة حوالي 70 ألف درهم في السنة وأن الأخيرة في حاجة إلى استغلال المزيد من المقالع لتنمية مواردها المالية، خاصة أن جماعة أيت سيبرن تعد من الجماعات الفقيرة على صعيد إقليمالخميسات مضيفا بخصوص تزويد السكان بالكهرباء أن الجماعة عملت كل ما يمكن القيام به لتزويد السكان بالكهرباء العمومية والمنزلية وان المشروع تشرف عليه حاليا مصالح المكتب الوطني للكهرباء. وأضاف المسؤول بخصوص المخاطر التي يواجهها السكان أن قضية الحجر الذي سقط بمنزل الفقيه كانت قبل سنوات ولا علم له بالجديد في ما يتعلق بمعاناة السكان بخصوص التلوث والمخاطر الناجمة عن قوة الانفجارات والانهيارات المتتالية لجدران البنايات العشوائية التي يقطنها المعنيون .