رغم أن الدارالبيضاء استطاعت تكريس مكانتها كأول وجهة لسياحة الأعمال، إلا أن هناك عدة فرص متاحة وكبيرة لتطوير القطاع السياحي بشكل عام، تبقى لحد الآن بعيدة عن اهتمام المستثمرين في هذا المجال، خاصة المتعلقة منها بالسياحة العائلية. الأسر البيضاوية في حاجة إلى مرافق ترفيهية تستجيب لتطلعاتها وبخصوص المشاريع التي تندرج في سياق تنمية السياحة العائلية، التي تعاني من خصاصا كبيرا بالعاصمة الاقتصادية، يبقى المركب المائي طماريس أكوابارك، الذي يعتبر استثمارا مشتركا بين البنك المغربي للتجارة الخارجية ومستثمرين مغاربة، من بين أهم هذه المبادرات الرامية إلى تقديم بديل في مستوى تطلعات المواطنين وبمواصفات مسؤولة ومواطنة. باعتباره استثمارا واعيا ساهم في خلق حركية اجتماعية واقتصادية وترفيهية أسرية على مستوى منطقة إنجازه. ومن المرتقب أن تفتح هذه الوحدة السياحية أبوابها من جديد، يوم 12 ماي المقبل، وأوضح المهدي لخميري، مدير هذه المؤسسة التابعة لشركة جيستوبارك ل "المغربية"، أن هذا الفضاء الواقع بمنطقة دار بوعزة الشاطئية، أقيم على مساحة 70 ألف متر مربع، بغلاف مالي قدره 76 مليون درهم، مؤكدا أن جيستوبارك تراهن، من خلال هذا المشروع، على خدمة السياحة العائلية، في المقام الأول. وعرف مركب أكوابارك السنة الماضية، افتتاح أول فضاء للبولينغ، ومنشآت ترفيهية أخرى، بلغت قيمة إنجازها غلافا ماليا حدد في 15 مليون درهم. وأكد لخميري، أن هذا الاستثمار هم خلق فضاء للبولينغ من فئة 12 مسلكا، ومطعم آخر من سعة 600 مقعد، ومساحات للألعاب والكارتينغ، لتمكين الأسر البيضاوية من متنفس سياحي مفتوح، طيلة السنة، وبالتالي الاستجابة للطلب على مثل هذه المرافق. واستطاع هذا المشروع السياحي، خلق 200 منصب شغل، وهو ما ساهم في تفعيل التنمية الاجتماعية بالمنطقة، خاصة لفائدة شبابها، إضافة إلى المشاريع التي ظهرت بعد أن افتتح المركب أبوابه. وحول طبيعة الأعمال الاجتماعية الأخرى للمركب، أكد مديره أن المؤسسات التعليمية بالدارالبيضاء والرباط والقنيطرة، تتوصل، بعروض المركب من أجل إشراك تلامذتها في الاستمتاع بخدمات مركب أكوابارك بأسعار تفضيلية. وتضم مرافق هذا المركب السياحي، إلى جانب المسابح المتعددة المخصصة للصغار والكبار كل على حدة، مسبحا بالأمواج الاصطناعية. وحول جانب السلامة، أشار مدير المركب، إلى أنه، بالإضافة إلى التجهيزات التي يوفرها، فإن هناك ديمومة مستمرة لطبيب ومرضة بعين المكان، طيلة أيام الأسبوع، تفاديا لأي مشكل محتمل ومتوقع، رغم أن منحدرات الانزلاق على الماء التي يبلغ علوها أزيد من 110 أمتار، تتضمن جميع شروط السلامة وفق المعايير المعتمدة عالميا، في مثل هذه المنشآت الترفيهية. وذكر المهدي لخميري، أن عددا من مرافق المركب ستشرف في تقديم خدماتها طوال السنة، وهي مرافق تجارية، إلى جانب الوحدات المطعمية، وفضاءات الترفيه للأطفال، التي صممت على طابقين، وجهزت بألعاب مماثلة لتلك المعتمدة في الأكواباركات الأوروبية والأمريكية.