يتواصل الشد والجذب بين مختلف الفرقاء السياسيين في لبنان, في موضوع الحكومة، التي يسعى الرئيس المكلف، نجيب ميقاتي، إلى تشكيلها منذ عدة أسابيع خاصة مع الحراك، الذي بدأه النائب وليد جنبلاط, والنصائح، التي وجهتها دمشق لأطراف الأزمة في محاولة لتذليل العقبات. فبعدما نجح اصطفاف رئيس جبهة النضال الوطني، وليد جنبلاط، إلى جانب "قوى 8 آذار" (معارضة سابقة) في تكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة, يسعى إلى محاولة حل الأزمة الراهنة، التي تحول دون الإعلان عن الحكومة الجديدة بلقائه مع نبيه بري، رئيس مجلس النواب, ثم مع العماد ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والإصلاح. ونقلت جريدة (الأنوار), عن مصادر "8 آذار"، قولها إن الأسبوع الجاري سيكون حاسما بالنسبة للإعلان عن الحكومة الجديدة, مرجحة أن يلجأ ميقاتي إلى خيار تشكيل حكومة من 24 وزيرا يغلب عليها الطابع التكنوقراطي, مطعمة بسياسيين. ونقلت جريدة (المستقبل), من جهتها, عن زوار لرئيس الجمهورية، ميشال سليمان، قوله إن "تأليف الحكومة ما يزال بعيدا, بسبب العقد الداخلية والإقليمية", وإنه "يضع نفسه في تصرف كل الأطراف من أجل تسهيل مهمة الرئيس المكلف, ويتمنى تأليف حكومة تضم كل الأطراف, لكنه يرى أنه لا بد من التريث لاستطلاع الوضع الإقليمي وانعكاساته على الساحة الداخلية". وحسب جريدة (النهار), فإن لقاء جنبلاط وعون اتسم بأجواء "إيجابية ومنفتحة", وبدا وكأنه "محاولة لتقاطع المعلومات" بين الطرفين عن الأسباب، التي أدت إلى تأخير تأليف الحكومة حتى الآن, مشيرة إلى أن "القراءة المشتركة لم تغفل وجود أسباب خارجية مع أن هذه الأسباب ما تزال غامضة". وفي هذا الصدد, تحدثت (اللواء) عن معطيات تؤكد بأن المعنيين بعملية تشكيل الحكومة حددوا لأنفسهم مهلة أربعة أيام تنتهي، مساء يوم الجمعة المقبل، لإعلان ولادة الحكومة, انطلاقا من تفاهم تحالف الأغلبية الجديدة على ضرورة إنجاز العملية بصورة سريعة، من أجل البدء بمواجهة الاستحقاقات الداهمة. وتساءلت جريدة (الشرق) هل يكون الأسبوع الحالي أسبوع الحسم بالنسبة إلى تشكيل الحكومة بعدما أخذ فريق الأكثرية الجديدة يعبر عن ضيقه من التعثر في مسار تأليف الحكومة, موضحة أن السؤال يفرض ذاته في ضوء ما بدر من أكثر من جهة, من أطراف التحالف الثلاثي الذي تتألف منه الأغلبية (حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل)، فضلا عن الحزب التقدمي الاشتراكي. ونقلت جريدة (السفير)، أيضا، عن نبيه بري تشديده على وجوب الإسراع بتأليف الحكومة, جازما بأن سوريا تستعجل ولادتها و"لا صحة للادعاء بأنها ليست صاحبة مصلحة في ذلك". ورأى رئيس المجلس النيابي أنه "إذا وجد على مستوى الخارج من يؤدي دورا سلبيا فهو بالتأكيد الخارج الأمريكي والغربي الذي يمارس ضغطا ضمنيا على الرئيس المكلف، من خلال الإعلان المتكرر أن الموقف من الحكومة الجديدة مرتبط بطبيعة تركيبتها ومضمون بيانها".