حاز الشريط الوثائقي "المنسيون" على جائزة المخرج السينمائي المغربي الراحل أحمد البوعناني، وذلك في إطار فعاليات الدورة السادسة لمهرجان السينما الجامعية بالرشيدية التي نظمت من 16 إلى 20 مارس الجاري. ويحمل شريط "المنسيون" توقيع المخرجين الناشئين رشيد آيت عبد الله الوالي، وزكريا باتي، وهما من خريجي الكلية متعددة التخصصات بورزازات التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، وذلك خلال الموسم الجامعي 2009-2010. وأفاد بلاغ للكلية بأن تتويج شريط "المنسيون" جاء في إطار المسابقة الخاصة بالفيلم الوثائقي الجامعي ضمن فعاليات هذا المهرجان، والتي تبارت من أجل الحصول عليها خمسة أشرطة وثائقية تم إنجازها خلال سنتي 2010 و2011. ويتناول الشريط الفائز ظروف العيش القاسية في إحدى القرى الأمازيغية بتاسميرت الواقعة وسط جبال الأطلس، على بعد حوالي 60 كيلومتر من مدينة ورزازات، حيث يعيش سكان هذه المنطقة محرومين من الكهرباء وغاز الطبخ وشبكة الماء الصالح للشرب، ومن المدرسة كذلك. وحسب المصدر ذاته، فإن شريط "المنسيون" يحاكي الفيلم الشهير "أرض بدون خبز" الذي أنجزه المخرج الإسباني لويس بونويل سنة 1933، والذي تناول بدوره قصة سكان أصليين عاشوا نفس المصير في إحدى المناطق الجبلية. غير أن "المنسيون" امتاز عن سابقه بكونه أكثر صدقا في الكشف عن واقع معاش خلال القرن الواحد والعشرين. واعتبر البلاغ أن فيلم "المنسيون" يكسب أهميته من خلال ربطه بأعمال المصورين الصحافيين الكبار أمثال هينري كارتيي بريسون، أو روبير فرانك، اللذين يعتبران أن الكشف عن واقع ما، يعد مرحلة أولية تقود نحو تغيير هذا الواقع. وسبق للشريط الوثائقي"المنسيون" أن شارك في عدة لقاءات سينمائية من ضمنها مهرجان الفيلم الجامعي للكلية متعددة التخصصات بورزازات في يونيو 2010، والدورة الخامسة للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي بورزازات في دجنبر 2010. كما تم بث هذا الشريط في التظاهرة الثقافية "مغرب الأفلام" المنظمة في باريس خلال شهر نونبر 2010، وسيتم عرضه مستقبلا في مهرجان "مجرات .. السينما والتنمية المستدامة، كلنا ممثلون لمستقبلنا" والذي سينظم ما بين 30 مارس و5 أبريل 2011 في كوغبفوا على مقربة من العاصمة الفرنسية باريس. للتذكير فإن مهرجان السينما الجامعية بالرشيدية، الذي التأمت دورته السادسة تحت شعار "ذاكرة أحمد البوعناني .. الرجل والمبدع"، ينظم من طرف "جمعية القبس للسينما والثقافة"، والكلية متعددة التخصصات بالرشيدية، بدعم من المركز السينمائي المغربي، وبلدية مدينة ورزازات. ويعتبر المخرج الراحل أحمد البوعناني، الذي ازداد سنة 1938 بالدار البيضاء، أحد السينمائيين المغاربة المبدعين منذ شريطه القصير الأول "طرفاية أو مسيرة شاعر" (1966)، مرورا ب`"ذاكرة 14" (1971)، حيث اعتبر نقاد مختصون هذا العمل "شعلة إبداعية حين عرضه في القاعات وبالأندية السينمائية آنذاك". كما كان البوعناني أحد الفرسان الأربعة الذين أبدعوا "وشمة" (1970) الذي يعتبر لحطة ميلاد حقيقية للسينما المغربية. وأحمد البوعناني من الجيل الأول من المخرجين المغاربة الذين اعتمدوا على الدراسة النظرية والعلمية في بناء سينما وطنية إلى جانب حميد بناني، محمد الركاب، ومصطفى الدرقاوي، وعبد القادر لقطع.