وجهت "الشبكة الدولية للنشطاء المدنيين لدعم مقترح الحكم الذاتي" نداء "إنسانيا عاجلا" للشعوب العربية والمنظمات الدولية غير الحكومية والأمم المتحدة، "للالتفات إلى أوضاع المحتجزين في مخيمات تندوف، منذ 36 عاما". وقالت الشبكة، في بلاغ باسم رئيستها رويدا مروه، إن نداءها يأتي استنكارا لغياب الصحافة الأجنبية والعربية وممثلي المجتمع المدني العربي والأجنبي والمنظمات الحقوقية الدولية عن مساندة انتفاضة الشباب الصحراوي المحتجز في مخيمات تندوف، والتي بدأت، منذ يوم 5 مارس الجاري، ضد جبهة (بوليساريو). وأضافت أنها وباسم مجموعة من الناشطين والصحافيين والحقوقيين اللبنانيين والعرب والأجانب، المنتسبين للشبكة ترسل هذا النداء وسط كل التغطية الإعلامية الكبيرة للفضائيات العربية والأجنبية، والتي تسلط الضوء على حراك الشارع العربي نحو الديمقراطية والإصلاح. ودعت الشبكة الإعلام والمجتمع العربي والدولي ليكون شاهدا وداعما للمسيرة والوقفة الاحتجاجية المنظمة من طرف سكان المخيمات في تندوف بالتراب الجزائري، تنديدا بالأوضاع السائدة في المخيمات بمناسبة ذكرى تأسيس ما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية. وأشارت إلى أن هذا التحرك يأتي تزامنا مع ما تشهده الساحة العربية من حراك شعبي مطالب بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية والتحرر من الأنظمة الفاسدة، وتماشيا مع روح التغيير، التي شملت كل العالم العربي من شرقه إلى غربه، في محاولة لتصحيح ما يمكن تصحيحه، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مجمل معاناة المحتجزين في تندوف بسبب جبهة (بوليساريو)، التي تقمعهم، منذ أكثر من 36 عاما، و"أصبحت بعد القذافي أقدم قيادة دكتاتورية في العالم". وبعد ما أعربت عن تنديدها بالحملة المغرضة ل(بوليساريو) بحق "الشباب الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف والثائرين على قهرها وبطشها بحقوق الصحراويين في العودة إلى وطنهم المغرب"، أعلنت الشبكة للرأي العام المحلي والدولي دعمها للتظاهرات السلمية المستمرة، "التي دعي إليها شباب تندوف، ابتداء من خامس مارس الجاري، لرفع الاحتجاز عنهم". كما حملت قيادة (بوليساريو)، التي هددت بسجن أفراد المجموعات الشبابية، التي دعمت التظاهرة، مسؤولية أي تصرف غير مسؤول ضد مجموعة شباب تندوف المحتجزين وسلامتهم الجسدية. وناشدت الشبكة، أيضا، كافة المنظمات الدولية وعلى الخصوص المعنية بمجال حقوق الإنسان التضامن مراعاة للظروف الخاصة في مخيمات المحتجزين الصحراويين. واعتبرت أن تجربة الشعب التونسي أضحت نموذجا يقتدى به عند سائر الشعوب وكافة المحتجزين التواقين إلى الحرية والعيش الكريم، والأهم من ذلك العودة إلى الوطن الأم. وأبرزت أن العديد من التقارير الدولية، التي يشهد لها بالمصداقية والنزاهة، "أظهرت أن حالات الفرار في صفوف المحتجزين والمجندين الصحراويين تزايدت بوتيرة فاقت كل التصورات"، مرجعة ذلك إلى "حالات اليأس الشاذة والشعور بالإبادة الجماعية والتضليل المستمر في وقت حقق فيه المغرب الوطن الأم العديد من المكتسبات ورهانات كبرى بشهادة المنتظم الأممي". ولاحظت أنه رغم هول التظلم والحصار وسياسة الحديد والنار، انطلقت حركات التمرد داخل كهوف الذل والقهر، و"لذلك نتوجه إلى العالم بنداء إنساني عاجل لنصرة المحتجزين في تندوف وفتح قنوات إعلامية وشبكات إنترنت أمامهم لتوصيل آرائهم ودعم انتفاضتهم كما يستحقون". وعبرت الشبكة عن رغبتها في تسليط الضوء على بعض الحقائق الخطيرة من داخل مخيمات تندوف، والتي حصلت عليها من وثائق مصورة وأرشيف فيديوهات قامت بتصويرها مع العائدين من المخيمات إلى المغرب ضمن زيارات ميدانية قامت بها الشبكة إلى مدينة العيون، والتي أظهرت أن في مخيمات تندوف سجونا لمعتقلي الرأي ومراكز اعتقال لكل من يخالف أو يعترض على قرارات وسياسات (بوليساريو)، منذ سنة 1975، دون وجود رادع أو حسيب لبطش قادتها وأساليب التعذيب التي يتبعونها. وأكدت الشبكة أنه كل يوم يزداد أعداد العائدين من تندوف إلى وطنهم المغرب، تلبية للنداء الملكي السامي "إن الوطن غفور رحيم"، ودعما لمشروع الحكم الذاتي ولم شمل العائلات الصحراوية مع أهلها في المغرب، بعد أزيد من ثلاثة عقود، من التشتت والفرقة، ووسط اقتناع الشباب في تندوف بأنه لا مستقبل لهم في المخيمات، بعد أن اكتشفوا أكاذيب وأساليب تضليل (البوليساريو) لهم وتشويه صورة المغرب في نظرهم. وقالت الشبكة إنه "لن يفوت كل باحث ومتتبع للشأن الإفريقي، بصفة عامة، من خلال ما آلت إليه أوضاع المحتجزين في السنوات الماضية أن يستحضر انتفاضة سنة 1988، وانتفاضة قبيلة العيايشة، وثورة العديد من الأطر والكوادر الصحراوية ضد ميليشيات جبهة (بوليساريو)، الرافضة لحرية الرأي والتنقل، التي عمدت إلى اغتيال أسماء بارزة بطرق بربرية متجاهلة كل الأعراف والمواثيق الدولية". ومن أسباب تأجيج الاحتقانات المتتالية، تضيف الشبكة، هو رفض الحصار والرغبة في العودة إلى الوطن ودعم التوجهات الكبرى للمغرب. وأكدت الشبكة أن ساعات الحسم في مخيمات تندوف دقت، خاصة بعد محاولات إقدام العديد من الشباب الصحراوي المحتجز في مخيمات الذل والعار في تندوف على إضرام النار في أنفسهم من شدة الإحباط النفسي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وفقا للمعلومات، التي وفدت إليها عبر مصادر خاصة. وأشارت الشبكة إلى أن البعض من شباب تندوف المحتجز اختار الالتحاق بصفوف تنظيم القاعدة من أجل الانتحار والموت مما يفسر الإعلان عن زوال اللعبة الزائفة، بعد أن فهم العالم أجمع أن المغالطات المزعومة بضاعة فاسدة وانتهت مدة صلاحيتها، وأن الواقع المقبول هو الحكم الذاتي كخيار عادل ودائم.