بعد نجاح فيلميه التلفزيونيين الكوميديين "محاين دلحسين"، و"راس لمحاين"، اللذين عرضتهما القناة الثانية "دوزيم" على شاشتها بين سنتي 2005 و 2009 يعود المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي، الذي اشتهر باشتغاله أساسا على أعمال كوميدية مستمدة من التراث المغربي، إلى جمهور التلفزيون بسلسلة جديدة تحمل عنوان "الحسين وصافية"، سيبدأ عرضها، انطلاقا من يومه الخميس على التاسعة والربع مساء. وتعد السلسلة الجديدة التي تتكون من 13 حلقة مدة كل واحدة منها 52 دقيقة، حسب عبد الرحمان التازي امتدادا لفيلميه السابقين، اللذين أعاداه إلى التلفزيون بعد انشغاله بالسينما، من خلال إخراجه عددا من الأفلام المهمة مثل "ابن السبيل"، و"باديس"، و"البحث عن زوج امرأتي"، و"للاحبي"، و"جارات أبي موسى". وقال مخرج "البحث عن زوج امرأتي"، الذي شغل منصب مدير الإنتاج في "دوزيم" قبل أن يتقلد بها منصب مستشار الإنتاج، أثناء حديثه عن السلسلة الجديدة، إن "الحسين وصافية" سلسلة كوميدية اجتماعية تدور أحداثها حول شخصية الفلاح الساذج الحسين، التي سبق وقدمها في فيلميه "محاين دلحسين"، و"راس لمحاين"، مؤكدا أنه اختار العودة إلى التلفزيون، بعدما لاحظ الإقبال الجماهيري الكبير على متابعة برامجه، خصوصا الأفلام التلفزيونية والمسلسلات، مقابل عزوف ملحوظ عن دور السينما بسبب قلة القاعات والحالة المتدهورة التي وصلت إليها معظمها، موضحا أن التلفزيون يمكنه أن يقدم لأي مبدع قاعدة جماهيرية كبيرة، لأن الغرض من إنجاز أي عمل فني هو انتشاره ونجاحه جماهريا. وحول اختياره لون الكوميديا الاجتماعية، واختياره مدينة شفشاون لتصوير عمله الجديد، أفاد التازي أن المشاهد المغربي في حاجة إلى أعمال كوميدية تعبر عن مواقف إنسانية المتوخى منها الترفيه عن المشاهدين وخلق نوع من الحميمية مع محيطه، خصوصا في واقع تسوده الكثير من أحداث العنف المأساوية، وعن اختياره شفشاون فضاء لسلسلته الجديدة أكد التازي أنه لا بد من رد الاعتبار إلى هذه المدينة التاريخية الحالمة، التي أصبحت تراثا عالميا، وإبراز ما تتوفر عليه من مؤهلات ثقافية وسياحية واقتصادية مهمة. من جهته، قال رشيد الوالي، الذي جسد الشخصية المحورية في السلسلة "الحسين"، إن العمل مع مخرج متميز، مثل التازي ومع ممثلين أكفاء مثل سامية أقريو وفركوس كان ممتعا، رغم ضيق الوقت وقلة الإمكانات المادية التي خصصت لإنتاج السلسلة. ومن جانبها، نوهت ابنة مدينة شفشاون سامية أقريو، التي جسدت دور "صافية" زوجة "الحسين"، بجميع من شاركوا في إنجاز السلسلة من مخرج وتقنيين وممثلين، قائلة "كانت ظروف العمل جيدة بفضل الجو الأسري، الذي جمع كل من ساهموا في السلسلة، رغم قساوة فصل الشتاء". وتتمحور أحداث السلسلة، حول مغامرات "الحسين" وزوجته "صافية"، اللذين يتعرضان للعديد من المواقف الطريفة والمفاجآت غير السارة التي تتربص بهما، خصوصا بعد تبخر آمال الحسين في إقامة مشروع سياحي بشفشاون "دار للضيافة"، بعد فشله في إتمام صفقة بيع العمارة، التي ورثها هو وزوجته عن جدتهما بطنجة. وفي تطور سريع للأحداث يشارك الحسين في مؤتمر حول تربية النحل في شفشاون، حيث يلتقي أحد المستثمرين من المهاجرين المغاربة المقيمين ببلجيكا، في إنتاج العسل، الذي يعرض عليه العمل معه، ليقرر الحسين بعدما ساءت أوضاعه في طنجة بسبب تحويل أرضه إلى مقبرة، وتعرض مصدر رزقه "النحل" للموت بسبب المواد الكيماوية التي يستعملها أصحاب الضيعات المجاورة، قبول عرض المستثمر والسفر رفقة زوجته الحامل إلى شفشاون، في رحلة مليئة بالمتاعب، ستقوده في الحلقات المقبلة إلى العديد من مدن المملكة، منها فاس ومراكش ووارززات. شارك في سلسلة "الحسين وصافية"، بالإضافة إلى رشيد الوالي وسامية أقريو، كل من نورا الصقلي، وفاطمة مستعيد، وفاتن علام وحبيبة أشرافي وآلان ليونيتي، فضلا عن عبد الله فركوس، وسعيدة شرف، ونزهة بيدوان، ضيوف شرف السلسلة.