تبنى مجلس الشيوخ الأمريكي, أمس الأربعاء, بالإجماع, قرارا رمزيا يدين "القمع في ليبيا", ويطلب من الأسرة الدولية إقامة حظر فوق الأجواء الليبية. ويطالب هذا القرار الزعيم الليبي معمر القذافي "بالعمل على وقف أعمال العنف والاعتراف برغبة الشعب الليبي في الحصول على إصلاحات ديمقراطية, وإفساح المجال أمام عملية انتقالية ديمقراطية سلمية". وكان وزير الدفاع الأمريكي, روبرت غيتس, قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس أركان الجيوش الأمريكية, الأميرال مايك مولن, إنه "ليس هناك إجماع داخل الحلف الأطلسي على اللجوء إلى القوة" من أجل دفع النظام الليبي على الاستجابة لهذه المطالب. من جهته, قال الأميرال مولن, إنه "سيجري درس جميع الخيارات", مؤكدا أن فرض حظر جوي فوق الأراضي الليبية "يتطلب القيام قبل ذلك بتدمير الدفاعات الجوية الليبية", وهو ما سبق أن أعلنه الجنرال جيمس ماتيس, قائد القيادة الأمريكية الوسطى. من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يسعون إلى عزل النظام الليبي, مشيرة إلى أن ليبيا تدخل مرحلة حرب أهلية وفوضى أو تصبح ديمقراطية. وقالت كلينتون خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب "في السنوات المقبلة قد تصبح ليبيا ديمقراطية مسالمة أو قد تواجه حربا أهلية طويلة الأمد أو قد تنزلق إلى فوضى .. المخاطر كبيرة" وأضافت "نحن لا نسحب أيا من الخيارات من الطاولة طالما الحكومة الليبية تواصل تصويب سلاحها ضد شعبها". وأشارت من جهة أخرى، إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "تركز على المواد الغذائية والمستلزمات الطبية في ليبيا وأرسلت فريقين من الخبراء الإنسانيين لمساعدة الذين فروا من العنف وانتقلوا إلى تونس ومصر ما يشكل أعباء هائلة على هذين البلدين". من جهة أخرى، أعلنت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي( الناتو) أن دول الحلف بدأت مشاورات استعدادا ل "كل الاحتمالات" بشأن الأزمة في ليبيا, مؤكدة أن إقامة منطقة حظر جوي تتطلب موافقة الأممالمتحدة. وقالت المتحدثة باسم الحلف اوانا لونغيسكو, في تصريح للصحافة, "تتواصل المشاورات بشكل نشيط استعدادا لكل الاحتمالات", دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل. وكان الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن قال في تصريح, لشبكة (سي إن إن) ردا على سؤال حول احتمال إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا, "بكل تأكيد هو خيار تمت مناقشته, لكن في هذه المرحلة لم يعط مجلس الأمن الدولي أي تفويض لتحرك من هذا النوع". وأشار إلى أنه "إذا طرحت المسألة أو طلب منا هذا الأمر, فان مجلس حلف شمال الأطلسي (الهيئة القيادية للحلف التي تضم الدول العضوة 28 ) سيتدارسها". بدوره، أقر مجلس جامعة الدول العربية, المنعقد بالقاهرة على مستوى المندوبين الدائمين, مشروع قرار جرى رفعه لوزراء الخارجية العرب، أمس الأربعاء، يقضي برفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا. وقال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي, في تصريح صحفي عقب اختتام الاجتماع, إن مشروع القرار يتضمن تأكيد وحدة وسلامة التراب الليبي والإسراع بتقديم المساعدات للشعب الليبي والترحيب بها مع تشكيل لجنة لتقصي الحقائق. وأضاف بن حلي أن اجتماع المندوبين ناقش قضية فلسطين وكل ما يتصل بها من تطورات وتحركات فضلا عن دعم السودان, كما أعد مشروع بيان حول دعم الحوار الوطني في البحرين. كما جرى إجراء مراجعة تامة لدعم الصومال وتفعيل الدور العربي هناك إلى جانب موضوع الجزر الإماراتية وموضوع أسلحة الدمار الشامل والتعاون العربي مع التكتلات العالمية, ووضع جدول أعمال القمة العربية المقبلة في بغداد نهاية شهر مارس الجاري.