أكدت رئيسة البرلمان الجديد لكاطالونيا، المنبثق عن الانتخابات المنظمة في نونبر الماضي، في هذه الجهة المستقلة شمال شرق إسبانيا، نوريا دي خيسبيرت، يوم الخميس المنصرم، في برشلونة، أن مقترح الحكم الذاتي يشكل "أساسا" للتوصل إلى حل نهائي لقضية الصحراء. وقالت دي خيسبيرت، في تصريح للصحافة، عقب لقائها بوزير الدولة، محمد اليازغي، الذي يزور حاليا برشلونة، أن "مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها الغرب، تمثل أساسا للتوصل إلى حل لقضية الصحراء، في إطار الأممالمتحدة". كما أكدت المسؤولة الكاطالانية على ضرورة أن تواصل الأطراف "الحوار والمفاوضات" حول هذه القضية، بغية التوصل إلى "حل جيد بدعم ومساعدة الأممالمتحدة". وأشادت دي خيسبيرت بجودة علاقات الصداقة والتعاون بين كاطالانيا والمغرب، واصفة ب"المهمة جدا" مباحثاتها مع اليازغي، أول مسؤول مغربي تجتمع به منذ انتخابها على رأس البرلمان الكاطالاني في دجنبر الماضي. وبعد أن ذكرت بأن البرلمانين الكاطالاني والمغربي يرتبطان، منذ سنوات، بمذكرة تعاون، أعربت المسؤولة الكاطالانية عن رغبتها في زيارة المغرب لاستكشاف السبل الكفيلة بإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية في المجال التشريعي مع المسؤولين المغاربة. من جهة أخرى، قالت دي خيسبيرت إنها استعرضت مع اليازغي آخر التطورات في العالم العربي، خاصة التظاهرات، التي تهز عددا من البلدان العربية، مشيدة بالمناسبة بمناخ الحريات الذي يسود في المغرب، فضلا عن النضج الذي أبان عنه الشعب المغربي خلال مظاهرات 20 فبراير. وأكدت المسؤولة الكاطالانية أنه خلافا لادعاءات بعض وسائل الإعلام، جرت تظاهرات 20 فبراير في أجواء سلمية وبكل حرية، مضيفة أن الوضع في المغرب "مختلف" مقارنة مع باقي بلدان المنطقة. وشددت على أن "الوضع في المغرب يختلف تماما عن باقي بلدان شمال إفريقيا"، قائلة إن المملكة شهدت، خلال السنوات العشر الأخيرة، تحولات إيجابية على المستويات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية. وفي هذا السياق، أشادت رئيسة البرلمان الكاطالاني، عضوة الائتلاف القومي (كنفورجنسيا يونيو)، باعتماد المغرب مدونة الأسرة الجديدة، التي اعتبرت أنها رسخت حقوق النساء المغربيات. من جانبه، أوضح اليازغي أن مباحثاته مع المسؤولة الكاطالانية تمحورت حول السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون وحسن الجوار بين المغرب وكاطالونيا، مؤكدا ضرورة تحيين اتفاق التعاون المبرم بين الهيئتين التشريعيتين بكل من البلدين. وأضاف أنه بحث كذلك مع المسؤولة الكاطالانية وضعية الجالية المغربية المقيمة بكاطالونيا، داعيا إلى تحسين ظروف عيشها. وشدد وزير الدولة على ضرورة استفادة الجالية المغربية، التي ساهمت في تحقيق التنمية الاقتصادية بكاطالونيا، من حماية حقوقها الاجتماعية على غرار السكان الكاطالونيين، مؤكدا أن المواطنين المغاربة يضطلعون بدور "جسر ثقافي وإنساني بين المغرب وكاطالونيا". وخلال هذا اللقاء، الذي جرى بحضور القنصل العام للمغرب ببرشلونة، غلام ميشان، ورئيس فيدرالية الهيئات الثقافية الكاطالانية من أصل مغربي، محمد الشايب، أكد اليازغي الأهمية التي يكتسيها المركز الثقافي المغربي، الذي سيجري تشييده قريبا ببرشلونة، مؤكدا أن هذه المؤسسة ستمكن الجمهور الكاطالاني من اكتشاف غنى الثقافة والحضارة المغربيتين وتشجيع التفاهم والتقارب بين الجانبين. والتقى وزير الدولة، إلى جانب المباحثات التي أجراها مع دي خيسبريت، مع عمدة برشلونة، جوردي إيرو، الذي استعرض معه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة التعاون القائم بين مدن المنطقة المتوسطية وسبل الدفع بالاتحاد من أجل المتوسط، الذي يوجد مقره ببرشلونة.