نفى الماراطوني المغربي رشيد كيسري الأخبار التي راجت حول رفضه الدخول ضمن عدائي برنامج رياضيي النخبة، الذي ترعاه اللجنة الوطنية الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة، من أجل تأهيل الرياضيين لأولمبياد لندن 2012. وأكد كيسري في حوار مع" المغربية" أنه يجهل الأسباب الحقيقية التي دفعت بالمشرفين على البرنامج المذكور إلى التشطيب على اسمه، رغم أنه يتوفر على الرقم المطلوب للاستفادة من هذا البرنامج، مشيرا إلى أنه تلقى وعودا بضمه إلى قائمة المستفيدين، بعدما طرق عدة أبواب لإنصافه، كاشفا في الوقت ذاته أن جامعة القوى وجهت له الدعوة للانضمام إلى المنتخب الوطني لألعاب القوى، وتمثيل المغرب في سباقات الماراطون. واعتبر الماراطوني المغربي أن التتويج في أولمبياد 2012 التي ستحتضنها لندن تبقى أبرز طموحاته، التي يريد تحقيقها. لا يوجد اسمك ضمن لائحة رياضيي النخبة، وحسب بعض المصادر أنت الذي رفضت الاستفادة من هذا البرنامج؟ - لا يمكنني أن أرفض الاستفادة من برنامج رياضيي النخبة، الذي تسهر عليه اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ووزارة الشباب والرياضة، بحكم الامتيازات التي يستفيد منها كل الرياضيين المنتمين إلى هذا البرنامج. خلال السنة الماضية كنت ضمن العدائين المستفيدين، قبل أن أفاجأ مع بداية هذه السنة بإسقاط اسمي من اللائحة، دون وجود أي أسباب موضوعية أو واضحة. كنت دائما تحت تصرف اللجنة الأولمبية وتقنيي المنتخب، وليس لدي أي مانع للمشاركة رفقة المنتخب الوطني لألعاب القوى، لكنني لم أفهم المبررات الحقيقية وراء إبعادي من هذا البرنامج، لأنني دائما أسعى إلى تمثيل المغرب في جميع المحافل الدولية، ولم يسبق لي بتاتا أن رفضت أن أكون ضمن عدائي النخبة والاستفادة من منحة اللجنة الأولمبية، التي ستساعد بطبيعة الحال في الرفع من مستوى الاستعدادات وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية تعود بالنفع على ألعاب القوى المغربية والرياضة الوطنية بصفة عامة. لماذا يوضع دائما عداؤو الماراطون في قفص الاتهام في نظرك، وهل لتخصصهم علاقة ب"شائعات" رفضهم الدخول إلى البرنامج؟ - شخصيا لا أعرف الأسباب الحقيقة وراء "تهمة" عدم رغبتي الدخول إلى برنامج رياضيي النخبة، ولم أفهم القصد من ربط تخصص الماراطون بهذا الموضوع. ** لجنة رياضيي النخبة تمنع على عدائي الماراطون خوض أكثر من سباقين في الموسم، وهو الأمر نفسه الذي ينصح به أي طبيب مختص في الرياضة، سيما مع اقتراب موعد بطولة العالم. حتى يكون الماراطوني في أحسن حالاته البدنية لخوض السباق تحت راية المغرب، عكس أصحاب التخصصات الأخرى الذين يسمح لهم بالمشاركة في أكثر من 10 سباقات، علما أن لكل مشاركة منحة مالية. - هذه حقيقة لا يمكن نكرانها، غير أن تمثيل الوطن لا يساوي كل أموال الدنيا، سيما أن اللجنة الأولمبية والوزارة تخصص منحا ورواتب شهرية، يمكن أن تسد حاجة العداء المادية، وتجعله يركز على تداريبه أكثر، لكنني أعود وأؤكد أنني لم أرفض إطلاقا الاستفادة من البرنامج. شطب على اسمي من اللائحة دون وجه حق. هل تملك من المقومات ما يؤهلك لدخول برنامج رياضيي النخبة؟ - شخصيا لست ملما بكل تفاصيل المعايير التي تتحدث عنها، والتي تحددها الجهات المعنية، لكن توقيت ساعتين وست دقائق في سباق الماراطون هو بكل تأكيد توقيت يؤهلني لأن أكون ضمن لائحة عدائي النخبة، الذين يستفيدون من وضعية خاصة للاستعداد في أفضل الظروف لأولمبياد لندن 2012، وإذا كان هناك معيار آخر فأنا لا أعلمه، لأن عدائين لا يتوفرون على هذا التوقيت لكنهم يستفيدون من البرنامج. ** هل تعني أنك تجهل الأسباب الحقيقية وراء إقصائك من لائحة عدائي النخبة؟ - تماما، لا أعلم لماذا "طردت"من البرنامج. ألم تحاول الاتصال بجامعة ألعاب القوى أو اللجنة الأولمبية أو وزارة الشباب والرياضة للاستفسار عن الموضوع؟ - طرقت كل الأبواب دون أن أجد لسؤالي أي جواب مقنع. في البداية اتصلت بأحد المدربين المشرفين على المنتخب الوطني فأكد لي أنه في حال تحقيق توقيت أقل من ساعتين وتسع دقائق فإنه بإمكاني الدخول ضمن البرنامج الإعدادي لرياضيي النخبة. لكن عندما حققت رقما جيدا خلال مشاركتي في ماراطون الدارالبيضاء الدولي، لم يأبه أحد لإنجازي، لكنني لم أستسلم وظللت أحاول الاستفادة من البرنامج لأنني رياضي مغربي يملك كل المقومات الضرورية للالتحاق بالبرنامج. بعد إلحاح كبير تلقيت وعدا من طرف المسؤولين لكي يدرج اسمي ضمن اللائحة، خلال شهر مارس أو أبريل المقبلين، وأتمنى أن يتحقق هذا الوعد، خاصة أن الاستفادة من برنامج إعداد رياضيي النخبة الذي وضعته اللجنة الأولمبية سيساعد العداء على الاستمرار في التدرايب في أحسن الظروف، ويحد من مشاركة العداء في الكثير من السباقات، ليتفرغ للمشاركة رفقة المنتخب الوطني في الملتقيات التي تحددها اللجنة التقنية، وفق برنامج محدد ومسطر لعدائي النخبة، وبالتالي ترسيخ كل الجهد من أجل تحقيق الأهداف التي وجد من أجلها برنامج رياضيي النخبة وهو التتويج بإحدى الميداليات خلال بطولة العالم والألعاب الأولمبية المقبلين. ألا ترى أن هناك حيف فيما يخص المنحة التي تمنح لعدائي الماراطون بالنظر إلى أن عدائي الماراطون لا يمكنهم أن يخوضوا أكثر من سباقين في السنة، مع العلم أن عدائي المسافات القصيرة يتلقون المنحة نفسها رغم أنهم يشاركون في أكثر من عشر سباقات سنويا؟ - العداء المتخصص في الماراطون يعاني بشكل كبير، فهذا التخصص يلزم عناية من نوع خاص جدا، فهو يتطلب إمكانيات كبيرة لكي يخوض ماراطون واحد أو اثنين في السنة، لأن هذا النوع من السباقات يستوجب جاهزية عالية، وتركيزا كبيرا، ومؤهلات وإمكانيات لوجيستيكية وتقنية ومالية، لذلك فإنه يجب إعادة النظر في الجانب المالي المخصص لعداء الماراطون، باعتباره العداء الوحيد الذي يستهلك أكثر مما ينتج، ويتطلب مساعدة جميع المتدخلين الذين يجب أن يوفروا له المساعدة اللازمة لتحقيق النتائج الإيجابية ومنافسة العدائين الكبار الإثيوبيين والكينيين، الذين سيطروا في السنوات الأخيرة على سباقات الماراطون، رغم تألق ألعاب القوى المغربية، بفضل إنجاز البطل جواد غريب، الذي حقق ما حققه بفضل مجهوداته وإمكانياته الخاصة. كل عداء داخل المنتخب الوطني لديه مؤطر تقني خاص به، ألا يؤثر ذلك على الروح الجماعية خلال المشاركة المغربية في السباقات الدولية؟ - كل عداء يرتبط بمدرب معين منذ الصغر، هذا الارتباط يصبح ارتباطا معنويا وعاطفيا مع مدربه يصعب معه التفريق بينهما، لكن الاحترافية تتطلب غير ذلك، فباستثناء عدائي الماراطون، كل عداء يتدرب تحت إشراف مدرب خاص به. (مقاطعا) لكن ذلك يجعل كل عداء يخوض السباق بروح فردية، من أجل نفسه وتحقيق إنجاز فردي على حساب المجموعة، عكس الكينيين والإثيوبيين، الذين يحصدون الميداليات بفضل خططهم الجماعية، وهو ما يؤثر سلبا على المشاركة المغربية؟ - بالفعل ذلك يؤثر إلى حد ما على نتائج المنتخب الوطني في الملتقيات الدولية التي تتطلب تظافر جهود الجميع من أجل تتويج ألعاب القوى الوطنية، وأتمنى أن يجري تجاوز هذا الإشكال الذي يؤثر سلبا على أداء المنتخب الوطني في الملتقيات الدولية وبطولات العالم، وذلك لن يتأتى إلا بالاعتماد على الاستعداد الجماعي وتنسيق بين العدائين. ما هو برنامجك الإعدادي قبل خوض بطولة العالم المقبلة؟ - شاركت أخيرا في السباق الدولي على الطريق لمدينة آسا، وهي مرحلة تدخل ضمن استعداداتي لبطولة العالم المقبلة، وبعدها الألعاب الأولمبية 2012. سباق آسا الذي حللت فيه في المركز الثاني منحني ثقة أكبر من أجل المزيد من المثابرة والعمل في التداريب والمشاركة الجيدة في السباقات الوطنية والملتقيات الدولية المقبلة، وطبعا الأولوية تبقى لسباقات الماراطون، وبالضبط الماراطون المقبل في شهر أبريل، علما أنني لم أحسم بعد في مسألة المشاركة بلندن أو روتردام، وهي المحطة التحضيرية الأخيرة لبطولة العالم. هل نتوقع مشاهدتك ضمن المتوجين في أولمبياد لندن 2012؟ - أتمنى ذلك. هذا هو طموحي، وهذا هو الأمل الذي يحدوني لكي أكون ضمن الثلاثة الأوائل في ماراطون أولمبياد لندن. هذا الموسم يمر في أفضل الظروف تحت إشراف إطار تقني إيطالي، ولحد الآن هناك وعود من طرف المنتخب الوطني والجامعة الملكية لألعاب القوى لدعم عدائي الماراطون من أجل تحقيق توقيت جيد والاستمرار في الاستعداد بشكل أفضل لبطولة العالم. أتمنى ألا أصاب قبل موعد الأولمبياد، وأن أكون في كامل لياقتي البدنية.