تمكن شريط فيلم للمخرج المغربي محمد أشاور من انتزاع جائزتين من المهرجان الوطني للفيلم في دورته 12، التي اختتمت فعالياتها، الأسبوع الماضي، بطنجة. وعبر أشاور، الذي منحته لجنة تحكيم مسابقة لفيلم الطويل جائزة العمل الأول، وجائزة ثاني أفضل أداء رجالي، من خلال الممثل فهد بنشمسي، عن فرحته بهذا التتويج، الذي اعتبره من حق كل من شاركوا في الفيلم ممثلين وتقنيين، مغاربة وأجانب، الذين لولاهم لما كان للشريط أي وجود، مؤكدا في حديث إلى "المغربية" أن الجميع عملوا في الفيلم دون مقابل، لأن الفيلم لم يستفد من الدعم، الذي يخصصه المركز السينمائي المغربي للأفلام المغربية. وقال أشاور، الذي سبق له أن شارك في لجنة تحكيم "ستار أكاديمي" المغرب العربي بتونس، إنه راض تماما عن نتائج المهرجان، التي وصفها بالمنطقية والمنصفة، خصوصا أن لجنة تحكيم الفيلم الطويل، التي ترأسها رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا"، أحمد الغزالي، كانت مشكلة من أعضاء من جنسيات مختلفة، هم آيت عمر المختار من المغرب، والمنتجة ماري بيير ماسيا مديرة صندوق سند لمهرجان أبو ظبي من فرنسا، والمخرجة ديما الجندي من لبنان، والمنتجة دونيس أوديل من بريطانيا، والمنتجة باربيل موش من ألمانيا، والمخرج ماما كيطا من غينيا. وأوضح أشاور أن جل الأفلام التي توجت في المهرجان كانت متميزة، خصوصا أفلام "أشلاء" لحكيم بلعباس، و"النهاية" لهشام العسري، و"حياة قصيرة" لعادل الفاضلي، مشيرا إلى أن مستوى الأفلام التي شاركت في الدورة 12 من المهرجان كان متباينا، وأن عددها كان مرتفعا بالمقارنة مع السنوات الماضية، ما منح الدورة تنوعا واضحا في المواضيع والتيمات، التي تناولتها السينما المغربية هذه السنة. وبخصوص تفوق سينما الشباب على سينما الرواد هذه السنة، قال أشاور إن المخرجين الشباب ضخوا دماء جديدة في السينما المغربية، مستغلين هامش الحرية الذي أصبح متوفرا الآن في المغرب، إضافة إلى استفادتهم من التطور التكنولوجي، الذي ساعد إلى حد كبير على إنتاج أفلام بتقنيات عالية، وكلفة بسيطة، مذكرا بأن المخرجين الرواد لم يدخروا جهدا في خدمة السينما المغربية، ورغم أنهم كانوا يشتغلون في ظروف صعبة، فإنهم استطاعوا أن يخرجوا أفلاما ناجحة تركت بصمات واضحة على السينما المغربية. وفي حديثه عن أول تجاربه السينمائية، أكد أشاور أن تفرغه للتلفزيون أخره كثيرا عن إخراج أول أفلامه، التي انطلقت من اعتبارات شخصية، مشبها تجربته الأولى بعملية ولادة طبيعية، خصوصا أن مدة إنجاز الفيلم استغرقت تسعة أشهر كاملة. وعن الفرق بين التلفزيون والسينما ، قال المخرج المغربي إن السينما تمنح المخرج هامشا مهما من الحرية، عكس التلفزيون، الذي يبقى فيه المخرج مقيدا بالرقابة، كما أن الطابع الترفيهي يغلب على التلفزيون، عكس السينما التي تتميز بالعمق في تناولها للمواضيع. وأوضح أشاور أنه حاول، من خلال فيلمه، الذي تأخرا كثيرا، ترك بصمة واضحة في السينما المغربية، من خلال الاعتماد على موضوع جديد، مؤكدا أنه لم يوجه أي انتقاد لشخص معين، وكل ما هنالك أنه استعرض تجارب السينمائيين الآخرين، مغاربة وعرب وأجانب، وهو يبحث عن السيناريو الأمثل لفيلمه السينمائي الأول، الذي انتظره طويلا، وبذل في سبيل إخراجه إلى الوجود، الغالي والنفيس، خصوصا أنه لم يكن يملك سوى موهبته وطموحه، وطموح أصدقائه، فاطيم العياشي، وفهد بنشمسي، اللذين أشاد بهما كثيرا، وجميع التقنيين الذين ضحوا معه بوقتهم وجهدهم، طيلة الأشهر التسعة، التي استغرقها إنجاز الفيلم. وبخصوص جرأة الفيلم الزائدة، وإدراجه لبعض المشاهد "الإيروتيكية" المصحوبة ببعض الألفاظ النابية، أوضح أشاور أن كل المشاهد كانت موظفة في محلها، وكذلك الألفاظ، التي لم تكن مجانية بتاتا، خاصة أن معظم أحداث الفيلم التي تدور بين المخرج وزوجته الممثلة، وصديقه الممثل، كانت بين البيت في الحانة التي اعتبرها المخرج مكانا طبيعيا لتداول تلك الألفاظ. من جهة أخرى، أوضح أشاور أنه لن يعرض فيلمه، المثير للجدل، الذي من المنتظر أن يستقطب عددا كبيرا من المتفرجين، قبل متم السنة الجارية، مشيرا إلى أنه يترقب المشاركة في العديد من المهرجانات العالمية، خصوصا "كان" بفرنسا، و"صان دانس" و"سان فرانسيسكو" بأميركا. تدور أحداث الفيلم، الذي شارك في تصويره العديد من التقنيين المغاربة والفرنسيين، إلى جانب ثلاثة ممثلين فقط، هم المخرج محمد أشاور، والممثلان فهد بنشمسي وفاطيم لعياشي، حول مخرج يبحث عن تحقيق ذاته، من خلال البحث عن السيناريو الأمثل لفيلمه الأول. في رحلته المليئة بالأحداث المثيرة، يحاول المخرج وزوجته الممثلة وصديقه الممثل أيضا، استعراض بعض تجارب السينما العالمية والعربية والمغربية، من خلال العوالم الدفينة في مخيلتهم. يشار إلى أن المخرج المغربي محمد أشاور أنجز العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة مثل الفيلم التلفزيوني "ألو كندا"، وسلسلة "زورو" التي لاقت إقبالا جماهريا كبيرا في رمضان الماضي، سواء داخل المغرب أو خارجه.