المتأمل لحالنا كشباب متمدرس وكيفية تعاملنا مع كل تلك العطل المدرسية والجامعية، يجد القليل منا من يستثمر أوقات الفراغ فيما يعود عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع بالفائدة. شباب يقضون أوقات فراغهم في البحث عن ذاتهم أما الغالبية العظمى منا فهم بين فئة لم تستفد من أوقات الفراغ وبين فئة أخرى لم يزدها الفراغ إلا تدميرا للنفس والأخلاق وللأسرة والمجتمع. ففي الوقت الذي نجد فيه مجتمعات أخرى تولي أهمية كبيرة للوقت والفراغ وتحاول استثماره والتخطيط لكيفية استثماره، نجد أن الفراغ لدينا وقتا يجب القضاء عليه، من خلال الجلوس في المقاهي للعب الورق أو التفرج على المباريات الرياضية وكأن الوقت لدينا أصبح عبئا يجب التخلص منه بأي ثمن، أما مصطلح استثمار الوقت فهو مفهوم لا يفكر فيه إلا القليلون منا. ومن هنا، فقليلون هم الشباب الطلبة الذين يستثمرون وقت فراغهم في ممارسة هواية محببة تعود عليهم بالنفع، ينموا من خلالها شخصيتهم كالرياضة أو الكتابة أو القراءة وغيرها، أما الآخرون، وهم كثر، نجد أنهم يقضون وقت الفراغ في الانشغال بممارسات أقل ما يقال عنها إنها لا تفضي إلى أية نتيجة تعود عليهم بالنفع. وما من شك أنه إذا أحسنا توجيه الشباب نحو الطريق العلمي الصحيح انعكس ذلك ايجابيا على حركة الحياة الاجتماعية، لأن للشباب دورا حيويا في بناء الدورة الدموية الجديدة للمجتمع، فوقت الفراغ له جانبان سلبي وإيجابي. إذا سلك الشباب الطريق السلبي انعكس ذلك على المجتمع سلبا، وإذا كان وقت الفراغ ايجابيا كانت نتائجه إيجابية على الشباب والمجتمع، خاصة أن شبابنا اليوم يواجه تقنيات حديثة مثل الحواسيب والانترنت والكثير من مظاهر التكنولوجيا المنزلية. إن المسؤولية فيما يحدث لا تقع على الشباب وحدهم، بل إنها مسؤولية الأسرة والمدرسة والمجتمع بمختلف مؤسساته، ووسائل الإعلام، ومختلف القطاعات الاجتماعية. إن وضع الشباب إذا لم يجر تداركه ولم توضع له الدراسات والحلول، فإن مستقبل بلادنا لا يبشر بخير، ذلك أن الشباب هم ثروة المجتمع، خصوصا أن شبابنا يمثلون الفئة الأكبر من هذا المجتمع.