طالب سياسيون وحقوقيون حكومة جنوب إفريقيا بفك الحصار المضروب على وفد الشباب المغربي، المشارك في الدورة السابعة عشرة لمهرجان الشباب الدولي في بريتوريا. وشجب شباب أغلب الأحزاب السياسية، في وقفة حاشدة أمام سفارة جنوب أفريقيا بالرباط، أول أمس الخميس، التواطؤ المكشوف والانحياز الواضح لدولة نيلسون مانديلا، لصالح عصابة خصوم الوحدة الترابية في المهرجان الدولي للشباب ببريتوريا، مطالبين حكومة جنوب إفريقيا بأن تتحمل مسؤوليتها كاملة في ضمان الحماية والسلامة الجسدية لكافة أعضاء الوفد المغربي المشارك حاليا في المهرجان. واستنكرت شبيبات الأحزاب السياسية المشاركة في الوقفة الاحتجاجية، في رسالة سلمتها للمسؤولين في سفارة جنوب إفريقيا، نيابة عن كافة مكونات الشباب المغربي، التحيز المكشوف وغير المسؤول لحكومة بريتوريا لصالح خصوم الوحدة الترابية، محملين مسؤولية ما يقع للدولة المستضيفة للمهرجان. ورفع المحتجون شعارات تدين الحياد السلبي لشرطة بريتوريا، التي تركت عناصر من بوليساريو، مدججة بقضبان حديدية، تحاصر وتعتدي على أفراد الوفد المغربي أمام بوابة المركب الرياضي، الذي احتضن حفل الافتتاح، رافضين أن يتحول البلد المنظم لتظاهرة دولية، هدفها دعم فرص السلم والأمان في كافة بقاع العالم، إلى دولة ترعى استنبات العنف والتفرقة، وتدعم الإرهاب والعنف ضد المغاربة. وقال عبد الوهاب البقالي، الكاتب العام لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية، ل"المغربية" "نطالب جنوب إفريقيا بحماية أعضاء الوفد المغربي، وتمكينهم من التعبير عن رأيهم بكل حرية وديمقراطية"، مشيرا إلى أن الوقفة الاحتجاجية أمام مقر سفارة جنوب إفريقيا "دعوة للشعب الجنوب إفريقي، الذي قاسمه الشعب المغربي محن الميز العنصري، من أجل التخلي عن الأحكام المسبقة، والاتهامات المجانية الجاهزة، والانتباه إلى أن العنف لا يولد سوى العنف"، مشيرا إلى أن شعب جنوب إفريقيا ذاق ما يكفي من مرارة الكراهية والعنف أيام نظام الفصل العنصري. وأضاف أن "الاحتجاج الرمزي أمام السفارة ما هو إلا رد فعل حضاري من مختلف مكونات الشباب المغربي على ما يعانيه أفراد الوفد المغربي ببريتوريا، من عنف، وتجويع، وكراهية، من طرف المنظمين، أولا، ومن عصابة بوليساريو ومن يدعمها في حقدها"، مبرزا أن وفد الشباب المغربي الأعزل ذهب إلى بريتوريا لاطلاع كافة الوفود الشبابية المشاركة في المهرجان على حقيقة النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، والمطالبة بإنهاء معاناة المغاربة المحتجزين بتندوف، على التراب الجزائري. من جهته، اعتبر عبد القادر الكيحل، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، أن جنوب إفريقيا منحازة بشكل سافر للأطروحة الانفصالية ولخصوم الوحدة الترابية، المشاركين في المهرجان فوق ترابها، وأن هناك نيات مبيتة ترمي إلى دفع الوفد المغربي للانسحاب من المهرجان، ليترك المجال فارغا لعصابة البوليساريو وحلفائها للاستمرار في تزييف الحقائق ونسج الأكاذيب، مشددا على أن المنظمات الشبابية المغربية المشاركة في المهرجان عازمة على مواصلة جهودها، لإتمام برنامج المهرجان بأي ثمن. ونظمت مكونات الشبيبة المغربية الوقفة أمام سفارة جنوب إفريقيا نتيجة الانحياز الواضح والسافر للدولة المنظمة إلى جانب وفدي البوليساريو والجزائر، الذين خرقوا كل أعراف ومبادئ حقوق الإنسان والحق في التعبير، باستهدافهم أعضاء من الوفد المغربي بالعنف والمنع من التعبير عن رأيهم في قضية الصحراء المغربية.