نظمت الشبيبة الطليعية، التابعة لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لقاء مناقشة حول أحداث العيون، أول أمس السبت، بالرباط. وقال عبد الرحمان بنعمرو، القيادي في الحزب، إن "المغرب يريد استرجاع أجزاء من ترابه الوطني، ولا يحق لأي أحد أن يزايد على مغربية الصحراء"، مبرزا، في تصريح ل"المغربية"، أن "الأحداث الأليمة، التي عرفتها مدينة العيون، كانت تكتسي في الظاهر طابعا اجتماعيا، لكنها بخلفية وبدافع سياسي". وأضاف أن حزب الطليعة يقر بمغربية الصحراء تاريخا، وأنتروبولوجيا، وثقافيا، وبمقتضى قرارات دولية، وأن "أحداث العيون، في عمقها، ذات طابع سياسي، وتتطلب مقاربة شمولية، يشارك فيها الجميع". وطالب بنعمرو، في اللقاء، بتجديد "عناصر الاستراتيجية المغربية في القضية الوطنية، عبر دبلوماسية مهنية ناجعة، تضمن إشراك أطر الصحراء، بناء على معايير الفعالية والكفاءة، وربط علاقات إيجابية مع مختلف البلدان، وتعزيز التقارب مع الدول والشعوب الإفريقية". واعتبر أن ذلك يتحقق بدخول "المغرب في مفاوضات ذات مردودية مع مختلف الأطراف المعنية، ونهج سياسة تهدف إلى بناء المغرب الكبير، وتعزيز الروابط بين شعوبه، مع نسج علاقات جديدة في الأقاليم الصحراوية بين الدولة والمواطنين، توطد روح الثقة والأمل، وتوفر ظروف العيش الكريم، دون تمييز قبلي أو عائلي، وتحمي الحريات، وتكفل مشاركة حقيقية للأجيال الصاعدة في رسم معالم المستقبل، وتهجر الأساليب العتيقة في التدبير". من جهته، اعتبر محمد الغلوسي، الكاتب الوطني للشبيبة الطليعية، أن "التدبير السياسي للاستجابة للمطالب، قبل نصب الخيام بضواحي مدينة العيون، اتسم بالبيروقراطية، وراهن فيه المسؤولون على تدخلات الأعيان، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل". وحول مخططات الجزائر الرامية إلى المس بالوحدة الترابية، اعتبر المؤرخ مصطفى بوعزيز، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، أن خلق دويلة صغيرة في وسط الفضاء المغاربي أكبر جريمة استراتيجية ضد شعوب المغرب العربي، بما فيها الجزائر نفسها. وأضاف "في الوقت الذي تفرض العولمة الانخراط في تكتلات كبرى، تجنح بعض الأطراف إلى خلق دويلة، الأمر الذي يعد عرقلة لذلك الفضاء المغاربي". من جانبه، قال اليزيد البركة، عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة، إن أحداث العيون تدخلت فيها عوامل كثيرة، وأنها أحداث ذات نزعة سياسية. وسار في الاتجاه نفسه محمد كَرين، عضو مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، الذي قال إن "ما وقع كشف وجود أزمة في بنيات الوساطة، التي تعمل بها السلطات المحلية هناك، من خلال الاعتماد على الأعيان"، مبرزا أن للجزائر يدا في ما وقع، عبر تحركاتها في السفارات الأوروبية، وأن ما وقع بدأ التخطيط له منذ أكثر من سنة، بسبب النقط، التي سجلها المغرب على المستوى الدبلوماسي، عبر النقاش السياسي وطرح مقترح الحكم الذاتي. وعرف هذا اللقاء مشاركة العديد من الفاعلين والسياسيين والمدنيين والحقوقيين، حاولوا تسليط الضوء على ما وقع في مدينة العيون، يوم الاثنين 8 نونبر الماضي.