مثلما تحظى مباراة "الديربي" بين فريقي الرجاء والوداد البيضاويين باهتمام كبير في المغرب، فإن مباراة "الكلاسيكو" للبطولة الإسبانية تحظى بالاهتمام نفسه. مباراة الاثنين الماضي، التي جرت بين فريق ريال مدريد وغريمه التقليدي، فريق برشلونة، وتابعها محبو الكرة في جميع أنحاء العالم، شهدت حماسا وتشجيعا كبيرين، بحيث انتظرها الجمهور المغربي، أسبوعين قبل إجرائها، نظرا للشعبية والجمهور الواسع، اللذين يتمتع بهما الفريقان معا في بلدنا، فهناك فريق من المشجعين المغاربة يعشق الريال حتى الثمالة، وهناك فريق آخر مهووس بالفريق الكطلاني حتى الجنون، وهناك فريق ثالث ليس بالعاشق ولا بالمهووس، فريق يتفرج من بعيد، هو مع اللعب الجيد للنجوم العالميين غير المغرورين، الذين يقدمون عروضا يعتمدون فيها على تقنياتهم ومهاراتهم في اللعب، لا على شهرتهم ونجوميتهم ووسامتهم، على حد تعبيره. الأسبوع الماضي، بدا هذا الفريق سعيدا لهزيمة الريال، والسبب في ذلك كراهيته للاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو، مهاجم صفوف فريق ريال مدريد، الذي بات يحظى بشهرة عالمية وبعدد كبير من المعجبين، أغلبهم من النساء والفتيات، علاوة على أنه أصبح محط تقليد لكثير من المراهقين في العالم، سواء في تسريحة شعره أو في طريقة لباسه، التي يظهر بها في المجلات والصحف. "شوهوه، حيدو منو الضصارة البارصويين، كيصحب راسو واعر، عمرو ما يبقا يهز الراس، فيه العياقة بزاف"، كلمات عبر بها علي، 22 سنة، طالب، كان خارجا للتو من أحد مقاهي الدارالبيضاء، حيث كان يتابع أطوار المباراة، (عبر) عن فرحته، لهزيمة فريق ريال مدريد أمام فريق برشلونة بخماسية ثقيلة، يقول "أنا معجب بلعب الفريقين معا، كلاهما له تاريخ كروي عريق، لكن حين التحق اللاعب كريستيانو رونالدو بالفريق الملكي، أصبحت من مناصري فريق البارصا. بالنسبة إلى مباراة اليوم، حقيقة، أردت الفوز لأصدقاء ميسي، كي لا يزيد رونالدو تعنتا بقدر ما هو متعنت، وهذا ما أرفضه في اللاعب، فالرياضي يجب أن يتمتع بأخلاق عالية، بعيدا عن كل غرور وأنانية. الكلام نفسه يؤكده صلاح، 24 سنة، الذي أبرز كم كان قلقا كلما كانت تسدد الكرة في اتجاه مرمى فالديز، "سعدت لخسارة رونالدو، الذي يعتقد أن الحاضرين في الملعب قدموا لمشاهدته وليس لمتابعة مباراة تجرى بين فريقين، ناهيك عن أنه داخل الملعب لا يلعب كرة القدم فحسب، بل يتعمد القيام بحركات "استعراضية'' تستفز المتفرج، كأنه يقول بذلك، أنا مشهور، أنا وسيم، أنا "دونجوان زماني"، فالمتتبع لا يجد نفسه أمام لاعب، بل أمام "موديل" يمتهن عالم الأزياء. حقا يشعرني رونالدو بتصرفاته أنه معجب كثيرا بنفسه، لدرجة النرجسية". أما عادل، 34 سنة، متزوج، له قصة طريفة في الموضوع، فالشاب بات يمقت رونالدو، بسبب إعجاب زوجته باللاعب البرتغالي، الذي حولها إلى صفوف متتبعات مباريات فريق الريال، إذ لا تقوم من أمام التلفزيون حتى آخر لقطة من لقطات المباراة، لمشاهدة رونالدو، ويشرح عادل وهو يبتسم "زوجتي من أشد المعجبات بوسامة هذا اللاعب. عندما كان الكطلانيون يسجلون الأهداف كان قلبي ينشرح، وكم تمنيت أن يبكي رونالدو مجددا، فهو لاعب يبكي كثيرا في مثل هذه المواقف".