تنعقد، اليوم الثلاثاء، في مراكش، الدورة العاشرة للمناظرة الدولية للسياحة، في فترة وصفها بلاغ للوزارة بأنها "حاسمة ومفصلية بالنسبة إلى القطاع، الذي أصبح، في ظرف عقد من الزمن، أحد الأوراش الأساسية للمغرب". وسيحضر الجلسات ألف مشارك، من المغرب والخارج، يمثلون الهيئات المؤسساتية، والمستثمرين، والمهنيين، والإعلاميين. ومن المنتظر أن يكشف ياسر الزناكي، وزير السياحة، عن الخطوط الكبرى لمحور مناظرة مراكش، التي سبق أن شهدت، قبل تسع سنوات، التوقيع على العقد البرنامج، بين القطاعين العام والخاص، المؤسس لما يعرف ب "رؤية 2010"، السياحية. وتراهن الخطة الجديدة، على الخصوص، على محور التنمية السياحية الجهوية المستدامة، التي ترتكز على خصوصية كل جهة من الجهات الثماني، ومؤهلاتها، كما تعطي حيزا واسعا للسياحة الثقافية، والطبيعية، والسياحة العائلية. ومن المقرر، كذلك، إحداث تغييرات في الهيئات المهتمة بالنشاط السياحي على المستوى الجهوي، بإعادة النظر في المجالس الجهوية للسياحة، إلى جانب التفكير في طريقة أكثر جاذبية للاستثمار في القطاع. ووصفت وزارة السياحة، في بلاغ بالمناسبة، ما أنجزته السياحة المغربية، خلال العشرية الجارية، بأنه ناجح، مؤكدة أنها "حققت قفزة عملاقة في ظرف عشر سنوات، بفضل "رؤية 2010"، وهي الاستراتيجية الطموحة للتنمية، التي أُطلقت في يناير 2001، بمراكش ذاتها، تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك". وتتوقع الوزارة أن يحقق القطاع السياحي، الذي "أصبح ركيزة حقيقية للاقتصاد الوطني، 60 مليار درهم من المداخيل، نهاية السنة، باستقبال 9.2 ملايين سائح، وترى أن أهمية هذا الإنجاز، تزداد "باستعراض مجمل الحصيلة، التي حققت 90 في المائة من هدفها الأصلي، وهو 10 ملايين سائح، في ظرفية عالمية مطبوعة بالأزمة". مع ذلك، عانت بعض أوراش الخطة مشاكل في التنفيذ، خصوصا "المخطط الأزرق"، الذي يشمل 6 محطات استجمامية من الجيل الجديد، في الواجهتين المتوسطية والأطلسية. ولم تدشن من هذه المحطات سوى "محطة السعيدية" (يونيو 2009)، و"ومحطة مزاغان" (أكتوبر 2009)، فيما ينتظر افتتاح "محطة موغادور، ثم "محطة لوكسوس"، قريبا، في حين عانت "محطة تغازوت" من تأخير كبير، بسبب تخلي المجموعة المكلفة بتهيئتها، "كولوني كابيتال الأميركية، بمشاركة مجموعة من جزر الكناري، عن المشروع، قبل تسليمه، أخيرا، إلى شركة مغربية جديدة أحدثت خصيصا لتهيئة المحطة، باستثمار يقدر ب 6 ملايير درهم. كما عانت محطة الشاطئ الأبيض، (قرب كلميم)، تأخيرا مماثلا، قبل أن تسند، هي الأخرى، إلى مجموعة مصرية. ويرى مراقبون أن بعض النقاط المسجلة في أوراش "رؤية 2010" تشكل دروسا مهمة ل "رؤية 2020"، ومن ذلك التركيز على عنصر الجودة، على خلفية أن الرؤية الأصلية اعتمدت على الكم أكثر من الكيف، وتنويع المنتوجات، وتنافسيتها. في السياق ذاته، أكدت الدراسات ضرورة الأخذ في الاعتبار أهمية البعد البيئي والحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية، إذ أن السياحة "يجب أن تكون قطاعا تنمويا، وليس قطاعا يستهلك الموارد الطبيعية، من أجل جلب السياح، والعملة الصعبة". ويحتل المغرب، حاليا، مرتبة غير مشرفة، في ما يخص السياحة المسؤولة، إذ يأتي في المرتبة 67 من أصل 130 بلدا، حسب تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي، بعد مصر (66)، وتركيا (54)، وتونس (39). وهذه البلدان تنافس المغرب بشدة في المجال السياحي.