تؤكد العديد من المصادر الطبية أن مخاطر استهلاك "الشيشة" لا يقل خطورة عن استهلاك التبغ بشكل عام، إذ يصاب المدمن عليها بأمراض متعددة، أبرزها صعوبات في التنفس، وضيق أو انسداد في الأوعية الدموية والشرايين، والإصابة بأمراض سرطانية على مستوى الرئتين والحنجرة. ويستغرب عدد من الأطباء من سرعة انتشار ظاهرة تعاطي الشباب المغربي لتدخين الشيشة، رغم الحديث عن مخاطرها الصحية، والدعوة إلى حظر استهلاكها في الأماكن العمومية، علما أنها تزيد حدة كلما كان مستهلكها مدمنا على أنواع أخرى من المخدرات وعلى تدخين السجائر. ورغم تصنيف منظمة الصحة العالمية للشيشة بالمخدر، فإنه، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، يغيب قانون يحظر تداولها، وبالتالي فإنه من السهل الحصول عليها واستهلاكها في الأماكن العمومية، بل تحولت إلى موضة بين الشباب المغربي، "يتابهون في ما بينهم بما يستهلكونه من أنواعها، إذ منها "المعسل" والمضاف إليه روائح "التفاح" و"التوت". ويفيد اختصاصيون مغاربة أن الدخان، الذي يطرحه مستعمل الشيشة، عند كل نثرة، أكثر خطورة من الدخان، الذي يستنشقه مستهلك التبغ بشكل عام، إذ يؤكدون أن المواد، التي تحتوي عليها الشيشة، "تعد أكثر خطورة من التي توجد في السجائر، لتضمنها أعدادا كبيرة من مادة "المونوأوكسيد الكاربون"، الذي يكون في أحجام صغيرة ومتناهية الدقة يسهل معها اختراق الرئتين، بشكل كبير. ويتحدث المهتمون عن احتواء دخان الشيشة على مواد أكثر تسمما من غيرها، أبرزها مادة "الميطولود"، إلى جانب احتوائها على 4000 مادة سامة شأنها في ذلك شأن جميع أنواع الدخان. وتكمن خطورة استهلاك الشيشة، حسب الاختصاصيين، في أنها تعجل بإصابة المدمنين عليها بأمراض ضيق وانسداد الشرايين وأمراض القلب، عكس ما هو الأمر بالنسبة إلى مستهلكي السجائر، الذين تتأجل إصابتهم بأمراض التنفس أو بالسرطان إلى سنوات طويلة من استهلاكها. وتطال مخاطر التعرض لدخان الشيشة جميع الأشخاص القريبين من مكان مستهلكيها، إذ يمكن أن تصل آثارها إلى نوافذ الجيران وغرفهم، وهو ما يعرف ب "التدخين السلبي". وحسب معطيات تقريبية، فإن ما بين 60 إلى 80 في المائة من مستهلكي مادة الشيشة يصابون بالإدمان، علما أنه يصعب على المدمن من الدرجة الثالثة الإقلاع بسهولة عن استهلاك الشيشة، بسبب تركز كميات كبرى من مادة النيكوتين في الدم. الشيشة مخدر من وجهة نظر المنظمة العالمية للصحة تعتبر مادة الشيشة مادة مخدرة، استنادا إلى تعريف المنظمة العالمية للصحة للمواد المخدرة، استنادا إلى ما تحتوي عليه كميات من مادة "النكوتين". ويعتبر عدد من الأطباء الاختصاصيين في علاج الأمراض النفسية والعقلية أن مادة الشيشة مادة مخدرة، تتسبب في أضرار صحية متعددة، مثل التي تتسبب فيها باقي أنواع المخدرات، من كوكايين وأقراص مهلوسة. ويصاب المدمن على استهلاكها بأمراض متعددة، أبرزها الصداع النصفي، وآلام الرأس الناتج عن حاجة الدماغ المتزايدة إلى كميات معينة من النيكوتين الموجودة بها، والإحساس بعدم القدرة على التنفس. ويجمع الأطباء المعالجون للأمراض التنفسية أن الشيشة مادة مخدرة لها العديد من التأثيرات الصحية، إذ تهدد الصحة العضوية للمدمن عليها، كما تصيب صحته النفسية "وإن ليست لها خصوصية عند هذه الشريحة من المدمنين". ويشير الاختصاصيون إلى الخطأ، الذي يقع فيه عدد من المدمنين على استهلاك الشيشة، الذين يعتبرون أن تدخين لا تسبب أضرارا، بالنظر إلى أن مستهلكها يطرح الدخان الذي يستنشقه، مبينين أن توفرها في السوق المغربية بنكهات وروائح مختلفة، يشجع العديد من مستهلكيها على تناسي أخطارها الصحية.