شرعت قناة "ميدي1 تي في"، بهويتها الاسمية والبصرية الجديدة، في بث شبكة برامجها المستحدثة، على البث الأرضي عبر الشبكة الهرتزية، بالموازاة مع البث الفضائي، منذ ليلة السبت الماضي عباس عزوزي وأعلنت "ميدي1 تي في"، عن هذا التحول النوعي في مسارها، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، من خلال حفل فني، عرض في اليوم نفسه، حضره مجموعة من النجوم المغاربة، من بينهم صوفيا المريخ، ونبيلة معان. وحاولت "ميدي1 تي في"، التي ظلت إلى وقت قريب جدا، متخصصة في تقديم الأخبار والأفلام الوثائقية، توسيع مجال اهتماماتها، بجعلها أكثر شمولية، من خلال الانفتاح على مختلف شرائح المجتمع، بتخصيص برامج متنوعة، قدم عباس عزوزي، الرئيس المدير العام لقناة "ميدي1 تي في"، عرضا لأهمها، خلال ندوة صحفية نظمت أخيرا بالدارالبيضاء، مؤكدا أن البرامج المختارة تهدف إلى إغناء الشبكة البرامجية للقناة، وتدعيم ريادتها في مجال الأخبار، وخلق نوع من التفاعل مع المشاهد المغربي. وكان "24 /24" من أهم البرامج، التي سلط عليها عزوزي الضوء، باعتباره برنامج تحقيقات ميدانية ينقل بدقة كواليس العمل اليومي لقوات الأمن والدرك ورجال المطافئ وغيرهم، وبرنامج "ميدي تحقيقات" الذي يرصد بعض القضايا الشائكة في المجتمع، بالإضافة إلى برنامج "نظرة على العالم" الذي يناقش قضايا الساعة. وفي صنف البرامج الحوارية، سيستمر بث برنامج "ملف للنقاش" بحلة وتصور جديدين يراعيان الرهانات الجيو- سياسية بمنطقة المغرب العربي، كما ينضاف برنامج اقتصادي جديد بعنوان "نادي الاقتصاد"، الذي سيواكب نمو الأسواق بحوض البحر الأبيض المتوسط، وبرنامج "مواطنو اليوم" الذي سينتقل إلى الشوارع للحديث مع المواطنين حول همومهم اليومية وتطلعاتهم. وخصصت القناة حيزا زمنيا مهما لبرامج جديدة تعنى بالشباب، بالنظر إلى ما تشكله هذه الفئة من أهمية لصالح تنمية المجتمع، حسب عباس عزوزي، إذ ستقدم القناة آخر الصيحات في عالم ثقافة الشباب، كبرنامج "جينيراسيون نيوز"، الذي سيقدم تصورا جديدا للأخبار بالمغرب العربي، وسيرصد مشاركة الشباب في صناعة الحدث، بالإضافة إلى برامج "فاشن بوز"، و"بوز"، و"بيان شي فو"، التي ستتناول مواضيع من قبيل الموضة والتصميم والديكور، والمواقع الاجتماعية على الإنترنت. أما برنامج "بلا حرج"، فسيفتح ملف القضايا والظواهر الاجتماعية في جو من الصراحة بين المواطنين والخبراء والمختصين، فيما ستناقش برامج أخرى، الهموم اليومية لشريحة من المواطنين بالمنطقة. وتهدف القناة، من هذا التحول النوعي إلى استعادة المشاهد المغربي الباحث عن الفرجة في قنوات أخرى غير القنوات المغربية، وتطوير صورتها الإيجابية لديه، وعن ذلك، قال عزوزي، في الندوة نفسها، إن شهرة القناة التلقائية، تصل إلى 73 في المائة لدى المشاهد، من بينهم 81 في المائة من النشيطين الحضريين، المتراوحة أعمارهم ما بين 25 و40 عاما. وأكد عزوزي أن قوة "ميدي1 تي في"، التي تكمن في تركيبة طاقمها المهني المتعدد الجنسيات والثقافات، تعززت بفريق آخر، يضم 30 شخصا، مشيرا إلى أن ثنائية اللغة المستخدمة بالقناة، العربية والفرنسية، تزيد من قوتها وتميزها. وأكد عزوزي، في رد على سؤال حول إدماج اللغة الأمازيغية ضمن البرمجة العامة للقناة، أن هذه الأخيرة موجهة إلى المشاهدين في المغرب والعالم، وأنها محدثة باللغتين العربية والفرنسية، وفق دفتر تحملاتها الموقع مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، مشيرا إلى أنه توجد قناة وطنية ناطقة باللغة الأمازيغية، وبالتالي لا يمكن تشكيل منافسة مع القنوات المحلية. وأوضح عباس عزوزي أن "ميدي1 تي في" برمجت خمسة مواعيد إخبارية شاملة باللغتين العربية والفرنسية، وإعداد برامج تعالج مواضيع الحياة اليومية للمشاهد المغاربي. كما تهدف المحطة إلى أن تصبح "قناة تفاعلية" عبر البرامج الحوارية الهادفة إلى تبادل الآراء والنقاش حول مجموعة من المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تمنح حيزا مهما للمشاهدين لإبداء آرائهم وردود أفعالهم إزاء المواضيع الراهنة، وأيضا "قناة الثقافة" عبر سلسلة من المواعيد لمناقشة الشأن الثقافي على الساحتين المغربية والمغاربية، بمشاركة فاعلين ومفكرين وأدباء من دول المنطقة، لتحليل راهن الوضعية الأدبية والثقافية. وعبر سلسلة من البرامج الوثائقية والترفيهية، ستحمل "ميدي1 تي في" مشعل "قناة المعرفة" لتحافظ على ميزة طبعت بثها منذ انطلاق القناة سنة 2006 باعتبارها المحطة المغاربية الأولى للأفلام الوثائقية، مع إضافة جانب التسلية والترفيه كوسيلة لتثقيف المشاهدين. وأعاد القيمون على القناة النظر في الألوان السائدة في خلفية بلاتو الأخبار ليتماشى مع الهوية البصرية الجديدة (اللوغو) القائم على اللونين الأحمر والأبيض. وخلص عزوزي إلى أنه مع متم السنة الجارية، ستغطي قناته 94 في المائة من مساحة المملكة، وسيصبح بإمكان سكان الأقاليم الجنوبية التقاط القناة بالواضح على البث الأرضي. وفي تصريح لعثمان النجاري، نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد هذا الأخير أن التغييرات التي شهدتها القناة، لن تمس خطها التحريري، وشدد على أن "الإدارة الجديدة تود أن تحافظ على مكانة "ميدي1 تي في" باعتبارها القناة الإخبارية الأولى بمنطقة المغرب العربي، وستعمل على إبراز الخبر المغاربي للعالم، وإعطاء رؤية مغاربية للخبر الدولي، بشكل يضمن تفاعلا بين منطقة المغرب العربي والعالم". الجدير بالذكر أن "ميدي1 تي في"، حاولت توسيع شبكة صحافييها، من خلال إحداث مكتبين جهويين بكل من الرباط، والدارالبيضاء، لضمان القرب من الحدث السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالمغرب. تجدر الإشارة إلى أن قناة "ميدي 1 تي في"، تعد القناة التلفزيونية الوحيدة المرخص لها من قبل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ضمن الجيل الأول عقب الإعلان عن تحرير القطاع السمعي البصري الوطني.