قال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إنه "ليس هناك أي جديد في قضية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود. وأضاف الناصري، في اتصال أجرته معه "المغربية"، أمس الأربعاء، أن كل الأمور باتت واضحة الآن، وأن المجتمع الدولي أصبح شاهدا على الكذب، الذي تلجأ إليه بوليساريو ومن وراءها، الدولة التي ترعاها، في إشارة إلى البلاغ الكاذب الصادر في 6 أكتوبر الجاري، الذي ادعت من خلاله البوليساريو أنها أفرجت عن مصطفى سلمى، في حين، لجأت إلى أسلوب الكذب والمراوغة لتخفيف الضغط الدولي عليها. وقال الناصري إن "هذا الضغط سيستمر وطنيا ودوليا، والأساسي، بالنسبة إلينا، هو فضح المناورة الدنيئة والخبيثة للبوليساريو، ومن يقف خلفها، إلى أن يحصل مصطفى سلمى، وكل الصحراويين الأحرار، على حريتهم كاملة وغير منقوصة، ويسمح لهم بالتعبير، من داخل المخيمات، عن مواقفهم وآرائهم". وزاد الناصري موضحا أن الكذبة الأخيرة لبوليساريو أكدت أن ما يجب الوقوف عنده هو أنها أعطت، من حيث لا تدري، فرصة للصحراويين وللرأي العام الدولي للتأكد بأنها تلجأ، على عادتها وبرعاية الدولة، التي تسيرها، إلى الكذب في أفضح تجلياته، وأن العالم أجمع يقف الآن على الأباطيل المؤسسة للبوليساريو، التي دفع في سبيلها الصحراويون والمنطقة المغاربية ثمنا باهظا، طيلة 35 سنة الماضية. وفي ما يتعلق بالتحرك المدني لنصرة قضية مصطفى سلمى، قال الناصري "لا يسعني إلا أن أنوه بدور المجتمع المدني، وبالمستوى الذي أبان عنه، من خلال تضافر الجهود بين الجمعيات والأحزاب والصحافة، بكل تلقائية، للدفاع عن حقوق هذا الصحراوي المختطف"، وأضاف الناصري "أنا مرتاح للتكامل البناء القائم بين تحركات الحكومة وتحركات المجتمع المدني"، مؤكدا أن العمل سيستمر إلى أن تتحقق كل المطالب المشروعة للصحراويين في العودة إلى وطنهم، والتخلص من سيطرة بوليساريو عليهم. من جهة أخرى، علمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أن ميليشيات بوليساريو تحاصر، لليوم الثالث على التوالي، مخيمي العيون والسمارة، في إطار حملة تمشيط واسعة، لاعتقال أنصار الحكم الذاتي في المخيمات، بعد توزيع مئات المنشورات الداعية إلى مناصرة مصطفى سلمى، وتمكينه من لقاء أهله وأفراد قبيلته في المخيمات. ودعت المنشورات، التي سارعت ميليشيات بوليساريو إلى مصادرة بعضها، إلى إعلان "الحكم الذاتي" حلا نهائيا لمعاناتهم، كما تضمنت المنشورات دعوة إلى قياديي البوليساريو إلى التوبة والتحرر من قبضة الجزائر، والانخراط في عمل سياسي جاد، ينهي حياة الشتات، التي يعانيها الصحراويون منذ أزيد من ثلاثة عقود. وفي رد على تصريح زعيم بوليساريو، محمد عبد العزيز، بأن مصطفى سلمى مجرد "شرطي من الشرطة الوطنية الصحراوية، اشترته الاستخبارات المغربية وحاولت توظيفه في هذه العملية الدعائية"، قال ناشط صحراوي إن "إصرار مصطفى سلمى على العودة إلى تندوف، وتعريض حياته للخطر، يؤكد أنه لم يتقاض شيئا من المغرب، أكثر من إيمانه بالقضية الصحراوية"، وأضاف الناشط الصحراوي، ساخرا من عبد العزيز، قوله "لماذا لم يفعل زعيم بوليساريو ما فعله مصطفى سلمى، ويبقى المغرب يدافع عن فكرته؟ ولماذا لم يسأل أحد عبد العزيز كم تقاضى هو من الجزائر طيلة 35 سنة، مستعملا الصحراويين المحتجزين كأصل تجاري سجله باسمه؟". يذكر أن محمد عبد العزيز، الملقب ب "المراكشي"، لازدياده في مدينة مراكش، يحكم مليشيات البوليساريو بيد من حديد، ويعتبر من أقدم المرتزقة الانفصاليين في العالم، بعد أن نصب نفسه رئيسا لما يسمى "الجمهورية الصحراوية" قبل أزيد من 35 سنة، مستفيدا من الدعم المالي والعسكري واللوجيستكي للنظام الجزائري، الذي يوظفه في أخطر عملية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة المغاربية.