يبدأ صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اليوم زيارة رسمية لموريتانيا يجري خلالها محادثات رسمية مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز تتناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في كافة المجالات اضافة الى مناقشة القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. سمو أمير دولة الكويت وتأتي زيارة سمو أمير دولة الكويت ضمن جولة يقوم بها لدول المغرب العربي بهدف دعم العلاقات وتوحيد المواقف تجاه القضايا العربية والدولية. وترتبط الكويت وموريتانيا بعلاقات اخوية متميزة وهي تتسم دائما بروح التعاون والاحترام المتبادل والتوافق تجاه مختلف القضايا. ويصف الكثير من المسؤولين الموريتانيين مستوى العلاقات بين بلادهم والكويت بالمتميزة والعريقة والتاريخية في كل المجالات مؤكدين انها مبنية على الاخوة العربية والاسلامية مشيدين بالدعم الكويتي المستمر لبلادهم. وكان للزيارات المتبادلة بين المسؤولين في كلا البلدين اثرها البالغ في تعزيز الروابط الاخوية والتعاون بينهما فقد زار الكويت الرئيس الموريتاني السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله في شهر يوليو عام 2007 كما قام سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله في شهر ديسمبر عام 1981 عندما كان بمنصب ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بزيارة موريتانيا حيث اكد ان زيارته جاءت من اجل الاتصال بالاشقاء في هذا البلد ومن اجل تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين. وخلال هذه الزيارة وقعت الكويت وموريتانيا اتفاقية ثقافية واعلامية كما تبرعت الكويت بمبلغ سبعة ملايين دولار كمساهمة اخوية في تنفيذ بعض مشاريع التنمية في موريتانيا وخاصة في المجال الاسكاني. وكانت وزارة الخارجية الكويتية قد وقعت في شهر يونيو الماضي مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية مذكرة تفاهم لاقامة مشاورات سياسية بينهما اضافة الى انشاء لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين. وفي الجانب الاقتصادي ترتبط الكويت مع موريتانيا منذ شهر غشت عام 2006 باتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات بهدف تشجيع وتسهيل تواجد الاستثمارات في كلا البلدين وحماية تلك الاستثمارات بالدولة المضيفة للاستثمار بالاضافة الى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. يذكر ان الكويت ساهمت في سبعينيات القرن الماضي بمشروع انشاء شركة كويتية موريتانية تولت تنفيذ مشروعات الحديد والصلب واشتمل المشروع ايضا على توفير معدات التعدين لاستخراج خام الحديد واقامة مصنع لتنقية وتركيز الخام ومحطة توليد كهربائية ومعدات وخطوط السكك الحديدية. وتعتبر جمعية الهلال الاحمر الكويتي في مقدمة الجمعيات الانسانية التي تقدم الخدمات الاغاثية في الكثير من الازمات والكوارث الطبيعية التي مرت على موريتانيا. وفي المجال الثقافي خصصت الكويت منذ العام 1965 عددا من المنح الدراسية في مدارسها ومعاهدها لطلبة موريتانيا الى جانب تبادل الكتب والمناهج والنظم التربوية وتزويد موريتانيا ببعض الخرائط والمصورات. يذكر ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بدأ نشاطه الاقراضي لدفع عجلة النمو الاقتصدي والاجتماعي في موريتانيا منذ عام 1975 حيث قدم قرضين بقيمة 939ر6 مليون دينار كويتي استخدما في صيانة الطرق وانشاء طريق نواكشوط - كيفا. ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم بلغ مجموع القروض التي قدمها الصندوق لموريتانيا 14 قرضا بقيمة اجماية وصلت الى 329ر66 مليون دينار ساهمت في تطوير حوض نهر السنغال وتطوير انتاج الاعلاف واستغلال مناجم حديد القلب وتوفير مياه الآبار للقرى والأرياف وتزويد نواكشوط بمياه الشرب من نهر السنغال وانشاء طريق كيفا النعمة وصيانة ميناء نواديبو اضافة الى انشاء طريق أطار - تجكجة اضافة الى ثماني مساعدات فنية بقيمة 5ر4 مليون دولار وثلاث منح دراسية بقيمة 5ر10 مليون دولار. وكان رئيس وزراء موريتانيا مولاي ولد محمد الاغظف قد أكد في تصريحات نشرت في نهاية شهر يونيو الماضي بعد ختام اجتماع دولي حول موريتانيا في بروكسل تحت عنوان "مائدة مستديرة لمانحي الاموال لموريتانيا" ان دولة الكويت تعهدت بمنح بلاده اكثر من 100 مليون دولار لدعمها ومساعدتها في برنامج التنمية ومنها تمويل بناء جامعة في العاصمة الموريتانية نواكشوط.