أثرت مدونة السير على الحركة في كل الشوارع بالدارالبيضاء، حيث تشهد فوضى وازدحاما غير مسبوقين، ما حرك ولاية أمن أنفا، التي عينت المزيد من رجال الأمن المكلفين بالسير والجولان، للسهر على تنظيم حركة المرور بالدارالبيضاء. وتوصلت فرق المرور والسير بتعليمات ولائية لتسهيل حركة المرور والحيلولة دون اختناق أهم المدارات والشوارع الكبرى. وأثارت المدونة سخط المئات من المواطنين، الذي أصبحوا يتأخرون عن أعمالهم كل يوم، إضافة إلى آخرين أصبحوا يستغرقون زهاء ساعتين في الطريق، في الوقت الذي كانوا يصلون إلى مقرات أعمالهم في أقل من نصف ساعة. وفتح الوضع الجديد للشوارع والطرقات المختنقة المجال لأصحاب "الهوندات" والدراجات الصينية (توك توك)، للعمل ك"خطافة"، أمام أزمة المواصلات ومشاكل سيارات الأجرة، التي أصبحت تختار خطوطا معينة دون أخرى. وتستعين ولاية أمن البيضاء بقاعة المواصلات ومركز المراقبة عن طريق الكاميرات، لمعرفة أحوال حركة السير أوقات الذروة، كما تحاول البقاء على اتصال مباشر بجميع رجال الأمن المكلفين بالسير والجولان، لمعرفة أحوال الشوارع والمدارات، التي أصبحت تعيش فوضى استثنائية. وتزامن تطبيق مدونة السير مع أشغال الترامواي بالعاصمة الاقتصادية، ما أدى إلى اختناق عدد من الشوارع، وأجج غضب مئات السائقين، إذ شهد المدار الطرقي "شيميكولور"، في شارع المقاومة، صباح أمس الثلاثاء، عراكا حاميا بين سائقين، نظرا لتوقف أحدهما بإشارة الضوء الأخضر رغم مرور السيارات، فلم يجد رجل أربعيني إلا الاستعانة بهراوته، والاحتجاج بطريقته الخاصة، إذ وجه للضحية ضربة من نافذة السيارة، ما أشعل فتيل النزاع بين الطرفين، وأوقف حركة السير بالنقطة الحساسة لنصف ساعة، قبل أن يتدخل الناس لإصلاح ذات البين بين الطرفين. وتغير حال الكثير من السائقين، مباشرة بعد صدور مدونة السير الجديدة، إذ عاينت "المغربية" احترام عدد من السائقين لعلامات قف، مختفية وراء الأشجار، وآخرين أصبحوا يتنقلون بسرعة أقل من المسموح بها، إضافة إلى سائقين يقفون عند إشارة الضوء الأحمر أكثر من اللازم. وأدى الفهم الخاطئ لمضامين مدونة السير إلى خوف غير مبرر لدى السائقين، في حين، اعتبر بعض الراجلين أن بإمكانهم عبور الشارع من أي مكان، وأن أي مرتكب لحادثة السير سيكون مصيره السجن، لا محالة.