تحمل مجموعة من الإقامات، بمشروع الحسن الثاني، بالدار البيضاء، تسميات غريبة وعجيبة في آن واحدوالزائر للمنطقة سيحسب نفسه، وهو يقرأ أسماء المجموعات، كأنه داخل مركز تجاري خاص ببيع الخضر والفواكه. فهناك مجموعة سكنية تسمى "التين"، وأخرى "الزيتون"، أو "الرمان"، وحتى "العنب" موجود على لائحة أسماء الأزقة والدروب. تقول إلهام، إحدى القاطنات بمجموعة الرمان، "كانت هذه التسميات لا تروق لي في بادئ الأمر، لكنها الآن تشعرني بالتميز عن باقي إقامات المشروع"، في سياق رأي إلهام كان للبعض رأي مماثل في أن التسمية ليست إلا نوعا من العنصرية، بحيث يدرك الآخر أنه أمام شخص كان يقطن، في وقت مضى، في أحد الكاريانات، وهذا في حد ذاته مشكلة لدى بعض قاطنيه. بينما يرى طارق، يقطن بالنسخة الثالثة لمشروع الحسن الثاني، أن الأمر، في نظره، لا يتعلق بتاتا بأي نوع من العنصرية كما يقال، وإنما هي مسألة طبيعية لإزالة الخلط والالتباس عن قاطنيه، بيد أن بنايات هذا المشروع متشابهة كثيرا. بين هذه الآراء المختلفة، يظهر نوع من التناقض الرفيع جدا، الذي يخلط الواقع بثرثرة البعض، ولكن الحقيقة هي أنه لا وجود لأي نوع من العنصرية أو السخرية بسكان الزقاق المذكور، وإنما هي فحسب نوع من التفريق بين سكان مشروع الحسن الثاني في نسخه الثلاث. الجدير بالذكر أن هذه الأحياء توجد بالضبط في منطقة الحي المحمدي، فوق أنقاض كاريان سنطرال، الذي شيدت فيه إقامات عديدة تحت اسم "مشروع الحسن الثاني"، لإعادة إيواء وإسكان قاطني الأحياء الصفيحية، إلا أن الأمر لم يقتصر على هؤلاء، وإنما جرى بناء عمارات ذات 8 طوابق، تؤوي عددا من السكان، الذين لم يسبق لهم السكن بالأحياء الصفيحية، ما جعل المسؤولين عن الشأن المحلي يميزون بين عمارات المستفيدين من قاطني الكاريانات، بوضع أسماء على إقاماتهم تحمل كل ما طاب ولذ من الخضر والفواكه.