علمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أن بوليساريو لم تطلق سراح مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي اختطفته في 21 شتنبر الماضي، كما جاء في بلاغ "وكالة أنبائها"، وإنما أطلقت كذبة لتضليل الرأي العام.وأفادت المصادر ذاتها أن كل ما حصل، أن مصطفى سلمى خضع لعملية ترحيل من المكان حيث كان معتقلا حتى صباح الأربعاء الماضي، وألقي به في منطقة نائية ومعزولة، تخضع لسيطرة ميليشيات البوليساريو، فيما تجري حراسته عن بعد، بواسطة وحدات متنقلة على متن عربات عسكرية رباعية الدفع. وأضافت مصادر "المغربية" أن مصطفى سلمى يوجد في "وضعية الطريدة المفقودة في الصحراء، تحت أعين عناصر ميليشيات البوليساريو، وتحت رحمة رشاشاتها المصوبة باتجاهه عن بعد، ليل نهار، على الطريقة السينمائية، التي يلاحق فيها القناصة الطرائد البشرية". وقالت مصادر "المغربية" إن "ميليشيات البوليساريو تتسلى بمنظر مصطفى سلمى وهو في المنطقة النائية يواجه مصيرا مجهولا"، فيما قوات الأمن الجزائرية، مدعومة بميليشيات البوليساريو، تضرب حصارا عسكريا على المخيمات، لمنع الصحراويين من الالتحاق به وتحريره والعودة به إلى أهله في المخيمات. وحسب خبراء في الشأن الجزائري، فإن الاجتماع الذي ضم، أول أمس الخميس، بتندوف، ضباطا في الاستخبارات الجزائرية وعناصر قيادية في البوليساريو، كان تسلم خطة استخباراتية جزائرية بشأن مصطفى سلمى، لتنزيلها على أرض الواقع، وأن بلاغ إطلاق سراحه، ليس إلا "جسرا للعبور نحو مرحلة أخرى من مراحل تعذيب مصطفى سلمى، من جهة، وتجنب الضغط الدولي، من جهة ثانية، والإعداد لتصفيته، من جهة ثالثة". ويرى خبراء أن إعلان خبر إطلاق سراح مصطفى سلمى عن طريق "وكالة أنباء البوليساريو"، بينما لم يصدر أي شيء عن الأجهزة الرسمية الجزائرية، هو لعبة قذرة، أرادت من خلالها السلطات الجزائرية أن تربك حسابات المغرب، وتفوت عليه فرصة عرض قضية مصطفى سلمى أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة. وكان مولاي سلمى إسماعيلي، والد مصطفى سلمى، الذي يوجد في نيويورك لإطلاع منظمة الأممالمتحدة على قضية ابنه، قال، الأربعاء الماضي، تعليقا على خبر الإفراج عن ابنه، إنه لن يصدق الخبر حتى يرى ابنه أمام عينيه. وأكد، في تصريح للصحافة من نيويورك، أول أمس الخميس، أنه لا يملك "أدلة أكيدة" بشأن الإفراج عن ابنه مصطفى، مضيفا أنه انطلاقا من درايته بمناورات قيادة البوليساريو، بتوجيه من الجزائر، فإنه يشكك في صحة خبر إطلاق سراح ابنه. من جهة أخرى، يرى مهتمون بقضية مصطفى سلمى أن إيجاد حل لقضية هذا المناضل الصحراوي المختطف، وتمكينه من كافة حقوقه، إضافة إلى قضايا كافة المحتجزين في المخيمات، تقتضي مواصلة الضغط على الجزائر، بكل الوسائل القانونية والحقوقية والدبلوماسية، مؤكدين أن "التحدث عن البوليساريو، أو مع بوليساريو، هو مضيعة للوقت"، وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من التحرك المدني والسياسي، على الصعيدين الوطني والدولي، وأن القضية، الآن، بحاجة إلى مسيرة مليونية لتحرير مصطفى سلمى وباقي المحتجزين، إسوة بالمسيرات المليونية، التي احتضنها المغرب في قضايا فلسطين والعراقي.