قال مسؤولون، أمس الخميس، إن سلفا كير، رئيس جنوب السودان، عرض العفو عن أربعة رجال اتهموا بشن هجمات في الوقت، الذي يسعى فيه حزبه جاهدا لرأب صدع انقسامات سياسية، استعدادا لاستفتاء على الانفصال. ويستعد سكان الجنوب المنتج للنفط لإجراء استفتاء، بعد نحو ثلاثة أشهر على ما إذا كانوا سيشكلون أحدث دولة في إفريقيا أم سيبقون على وحدتهم مع الشمال، الذي خاضوا حربا أهلية معه دامت عقودا وانتهت عام 2005. ومنذ ذلك الحين، يشهد الجنوب، الذي تسكنه أغلبية من المسيحيين والوثنيين على عكس الشمال، الذي تقطنه أغلبية مسلمة، معارك بين قبائل وميليشيات متناحرة. وقالت آن ايتو، نائبة الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب، إن كير "أصدر أوامر عفو عن أشخاص كانوا يقاتلون سواء الحكومة أو الشعب، بشرط أن يوقفوا ما يقومون به ضد الدولة". وأضافت "هذا استفتاء تاريخي. سيعطينا الفرصة لتقرير مستقبلنا ونريد أن نقوم بذلك معا". وأفادت الأوامر الرئاسية، التي حصلت رويترز على نسخة منها، أن العفو شمل، جورج أثور، وهو ضابط سابق بجيش جنوب السودان، قال إنه أبعد بالغش عن منصب حاكم ولاية جونقلي في انتخابات أبريل الماضي، وجبريل تانج، أحد قادة الفصائل السابقين ويخدم حاليا في جيش الشمال. وعرض العفو كذلك على جلواك جاي، الذي انشق في ولاية الوحدة، بعد الانتخابات، وروبرت قوانق، المتهم ببدء تمرد في مناطق الشيلوك القبلية، التي تقع أغلبها في ولاية أعالي النيل. وشمل العفو كذلك أتباع هؤلاء الرجال، إذيمنحهم حرية الحركة في الجنوب وتعهدا بإعادة ضباط الجيش الجنوبي السابقين إلى مناصبهم. وجاء إعلان العفو في الوقت، الذي يجوب فيه مبعوثون من مجلس الأمن الدولي الجنوب في بداية جولة تهدف إلى الضغط على السلطات السودانية لإجراء الاستفتاء في موعده وتجنب حرب أهلية أخرى. وجاء التعهد بإجراء الاستفتاء في اتفاقية السلام، التي أنهت الحرب الأهلية عام 2005، وشكلت برلمان الجنوب شبه المستقل وقسمت إيرادات النفط بين الجانبين. ويتوقع محللون أن يختار أغلب الجنوبيين الاستقلال، على الرغم من غياب استطلاعات رأي واسعة النطاق. واتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان الشمال بتسليح الميليشيات في محاولة لتعطيل الاستفتاء والإبقاء على سيطرته على الثروات النفطية في الجنوب، وهو اتهام نفته الخرطوم. وقالت ايتو إن كير دعا كذلك لاجتماع يضم جميع الأحزاب السياسية في جنوب السودان، في محاولة للتوصل إلى اتفاق على مجموعة من المواقف المشتركة قبل الاستفتاء. وقالت لرويترز "الاستفتاء ليس أمرا يتعلق بالحركة الشعبية لتحرير السودان وحدها. إنه أمر يتعلق بجنوب السودان. لذلك فان جميع زعماء الأحزاب السياسية يجب أن يتفقوا على كيفية التعامل مع هذه المرحلة". وأضافت "الخوف هو أن تقوم الخرطوم بالرد. فهي قد ترفض قبول قرار شعب جنوب السودان. من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نكون معا في ذلك".