أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أمس الخميس بالرباط، أن إطلاق سراح مصطفى سلمى ولد سيدي مولود لن يثني المغرب عن مواصلة المطالبة بتمتيعه بحقه كاملا، خاصة في ما يتعلق بحرية التنقل وحرية التعبير. وأوضح الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة، قبيل انعقاد مجلس للحكومة، أن موقف المغرب كان منذ البداية واضحا، على اعتبار أن عملية إلقاء القبض على ولد سيدي مولود "ليست شرعية ولا مقبولة، سواء على المستوى السياسي، أو الديبلوماسي، أو القانوني، أو الحقوقي"، مشددا في الوقت نفسه على أهمية تمكين ولد سيدي مولود من ممارسة حقه في أن "يلتقي ويزور من يريد، خاصة أسرته". وأشار الفاسي الفهري إلى أن المغرب عمل على تجنيد كافة القوى السياسية المغربية، وفعاليات المجتمع المدني، التي كانت مؤازرة بمواقف مساندة عبرت عنها العديد من المؤسسات الدولية والأممية، بهدف حمل الجزائر والبوليساريو على إطلاق سراح ولد سيدي مولود، الذي اختطف في 21 شتنبر الماضي، على يد ميليشيات البوليساريو. وأبرز الفاسي الفهري أن قضية اختطاف ولد سيدي مولود تعد مؤشرا جليا لموقف تتبناه كل من الجزائر والبوليساريو، وهو الموقف الذي يتسم بالسلبية والجمود ورفض مبدأ التفاوض. لأجل ذلك، يضيف الفاسي الفهري، اخترعت الجزائر وصنيعتها البوليساريو "ملف ما يسمي بالمس بحقوق الإنسان بأقاليمنا الجنوبية، وعرقلتا المسار التفاوضي والمبادرة المغربية لمنح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية"، التي أفرزت دينامية جديدة في مسلسل المفاوضات وحظيت باعتراف دولي . وأشار المسؤول الحكومي إلى أن ثقافة الفكر الوحيد والعقلية الثقافية والسياسية، التي تعود لسنوات السبعينيات من القرن الماضي، والتي يتبناها الانفصاليون، هي التي حرمت المحتجزين بمخيمات تيندوف من أن يكون لهم الحق البسيط في الإحصاء، الذي يخول لهم تحديد هويتهم، وكذا في الاختيار ما بين المكوث بمخيمات العار على التراب الجزائري، أو الالتحاق ببلدهم وأسرهم بالمملكة المغربية. وخلص الفاسي الفهري إلى القول إن هذه الحقوق البديهية، المتمثلة في إجراء إحصاء، وحرية التنقل والتعبير، ما تزال تصطدم بجدار سميك، بنته مؤسسة عسكرية على أنقاض أطروحات متقادمة في عالم تغير كليا. وكان المغرب عبر عن ارتياحه لخبر الإفراج، أول أمس الأربعاء، عن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي اختطف يوم 21 سبتمبر الماضي، في الوقت الذي كان متوجها إلى مقر إقامته المعتاد بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.