أصدر الزميل الصحافي، حسن العلوي القاسمي، كتابا حول "الحرب السرية في الصحراء "، عن دار النشر "مداد الشرق" بباريس. وجعل حسن العلوي، الذي شغل منصب رئيس التحرير، ومدير التحرير، والمدير المنتدب للزميلة لوماتان، قبل أن يعين مستشارا للجريدة، من هذا الإصدار شهادة حية، انبثقت عن أزيد من 30 سنة من الجهد والعمل، سواء في الميدان، أو في الأروقة الديبلوماسية. كما يشكل العمل وثيقة كاملة وغنية بالاكتشافات، باعتبار الكاتب أحد عمداء الصحافة، الذين تخصصوا في هذا الموضوع، وتابعه بشكل دقيق، ليس فقط من باب الدور الإعلامي، الذي ظل يؤديه بكل أمانة، بل، أيضا، في بحثه عن الحقيقة، وإيمانا منه بعدالة القضية، إذ جعل مهمته الإعلامية الأساسية هي إظهار الحقيقة للعالم أجمع، وبالخصوص لكل من ظلت تفاصيل القضية غامضة بالنسبة إليه، بالحجة والوثيقة، التي لا غبار عليها. ويستعرض المؤلف، الذي أصبح أحد الخبراء المغاربة في الموضوع، مختلف كواليس النزاع في الصحراء، معتمدا على الأشغال والخبرة المعتمدة في تشفير الحملات المغرضة ضد المغرب من قبل خصومه في الخارج، والدسائس، والمؤامرات، وتلاعبات مصالح الاستخبارات الخاصة، واستعمال المال، والنزعات الذاتية، والمكائد، فالكل يساهم في حرب سرية، جندت لها الحكومة الجزائرية مجموعات ضغط، تستخدم الدعاية الإعلامية كمفتاح لحرب تستهدف المغرب. فمن حملات للنيل من سمعة المغرب، إلى تآمر، وتزوير خسيس للحقيقة التاريخية، إلى عداء واضح ومعلن، يقودنا الكتاب الوثيقة إلى الأروقة السرية للسلطة الجزائرية، وإلى القواعد الأمنية، قبل الإلقاء بنا في منعرجات سياسية أصبحت شيزوفرينية بالقوة، إذ أعدت خصيصا لغرض واحد، هو العداء للمغرب ولتاريخه، ومؤسساته، ورجاله. وحسب المؤلف، فإن مشكل الصحراء يشكل، لا أقل ولا أكثر، الحاجز الخسيس لنزاع من نوع آخر، عميق وتاريخي، يتجلى في تسطير ذلك الخط الفاصل بين الحدود الموروثة من الاستعمار، الذي انتزع أراض مغربية، أصبحت ممنوحة للجزائر سنة 1962، بحكم الأمر الواقع. ويحلل المؤلف الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والعسكرية و"الأمنية"، التي وضعتها، منذ سنوات، الحكومة الجزائرية، والمؤسسات السياسية العسكرية، ضد المغرب. واستعمل العلوي جميع المصادر التاريخية، والوثائق الداحضة، لتسليط الضوء على حرب تشنها الحكومة الجزائرية، في كل الاتجاهات، ودون هوادة، ضد المغرب. ويبقى كتاب "الحرب السرية في الصحراء " شهادة تأتي في الوقت المناسب، لتبرز إشكالية النزاع في الصحراء، وضرورة حل سياسي متفاوض بشأنه، في وقت يستدعي التجند من قبل المغرب العربي والاتحاد الأوروبي، والعالم أجمع، لمواجهة الإرهاب الزاحف من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.