باشر فريق من الدرك الملكي بالقيادة الجهوية للدرك في طنجة، تحقيقات مكثفة، منذ أول أمس الأحد، من أجل التوصل إلى هوية الأشخاص، الذين تخلوا عن طائرة خفيفة، عثر عليها في وقت مبكر من صباح أول أمس الأحد، بتراب الجماعة القروية أقواس بريش، التي تقع على بعد حوالي 20 كلم جنوب مدينة طنجة. وذكرت مصادر مطلعة أن الطائرة نزلت في الجماعة المذكورة، حوالي الواحدة صباحا، وتخلى عنها راكبوها، بعد تعرضها لعطب على مستوى العجلة الأمامية، وكذا إصابة إحدى مراوحها الهوائية بعطب، نتيجة مواجهة ربانها مشاكل في الهبوط. وبحسب المصادر ذاتها، فإن المعطيات الأولية للتحقيق بينت أن الطائرة، أحادية المحرك من نوع "سيسنا"، تحمل العلم الإسباني، وأرقاما تسلسلية سليمة. وأفادت المصادر أن الطائرة اخترقت الأجواء المغربية، ولا تتوفر على ترخيص لدخول المغرب، مشيرة إلى أنها تستعمل عادة في الطيران الداخلي بإسبانيا. وأوضحت المصادر أن معاينة الشرطة العلمية والتقنية، وتفتيش الطائرة بالكلاب المدربة، لم يكشف عن وجود أي أثر للمخدرات، مرجحة أن تكون الطائرة اخترقت الأجواء المغربية، بهدف نقل المخدرات من المغرب نحو أوروبا. وشددت المصادر على أن التحقيقات متواصلة من أجل تحديد هوية المتورطين في هذه العملية، وكذا من ساعدهم على الفرار بعد نزول الطائرة بالجماعة القروية. وكانت السلطات عثرت قبل أشهر على طائرة سياحية خفيفة محترقة عن آخرها، بمنطقة فحص المنار، بجماعة صدينا، بتراب عمالة تطوان. ورجحت مصادر مطلعة أن يكون أصحاب الطائرة تخلصوا منها بحرقها، بعدما أصيبت بعطل، مشيرة إلى احتمال أن تكون الطائرة تستعمل في تهريب ونقل المخدرات. وأصبح مهربو المخدرات يلجأون إلى استعمال الطائرات الخفيفة، بعد تضييق السلطات الأمنية المغربية الخناق عليهم، وسد جميع منافذ التهريب البحري، وغالبا ما تتنقل هذه الطائرات بين المغرب وإسبانيا. وكانت وزارة الداخلية أعلنت، العام الماضي، أن البحث جار بشكل مكثف عن عدد من الأشخاص، من بينهم حوالي عشرة إسبان، في إطار عمليات اختراق المجال الجوي للمغرب. وأوضح بلاغ للوزارة، أوردته (و. م. ع) أن عناصر التحقيق المتوفرة، ترجح أن تكون عمليات الاختراق ذات صلة وثيقة بالتهريب الدولي للمخدرات. وذكر البلاغ ذاته أن المغرب شهد طوال الأشهر الماضية، تصاعدا لعمليات الاختراق لمجاله الجوي، خاصة في منطقة الشمال، من قبل طائرات قادمة من إسبانيا، مذكرا بأنه جرى تسجيل سبع حالات سنة 2007، و20 حالة سنة 2008، وأزيد من 13حالة سنة 2010. ويتعلق الأمر في غالب الحالات، يوضح البلاغ، بطائرات خاصة، وبدأ منذ مدة، استعمال المروحيات. وأضاف البلاغ أنه جرى توقيف سبع طائرات بعد هبوطها بالمغرب، كما تعرضت بعض الطائرات لعمليات إحراق للحيلولة دون تحديد هويتها. وأفضت التحقيقات التي قامت بها السلطات المحلية إلى اعتقال أربعة إسبان، وأمريكي واحد، و35 مغربيا، خلال سنتي 2008 و2009.