تشكل رواية "أنبئوني بالرؤيا"، الترجمة العربية للعمل الأخير، لعبد الفتاح كليطو، "ديت موا، لو سونج"، التي ستصدر، قريبا، عن (دار الآداب) بلبنان، سفرا في نوادر وطرائف من "ألف ليلة وليلة"، لكن بقوالب متجددة ومختلفة، وشخوص قد تحيل أحيانا على أعمال أخرى للكاتب. يستلهم عبد الفتاح كيليطو راويته "أنبئوني بالرؤيا"، التي افتتحت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بتقديمها، مساء الجمعة الماضي، لقاءاتها الأدبية الشهرية، من ذكريات طفولته، وخياله، ومن تأملاته حول الكتابة والقراءة، خاصة قراءته المغايرة للتحفة الأدبية "ألف ليلة وليلة"، التي تأثر بها في كتاباته الأولى. "أنبئوني بالرؤيا"، كما قال كيليطو، هو العنوان الذي اختاره عبد الكبير الشرقاوي للترجمة بالعربية لعمله "ديت موا لو سونج" الصادر بالفرنسية عن منشورات (سنديباد أكت سود)، مبرزا أنها مستوحاة في مجملها من "ألف ليلية وليلة"، التي حاول تجديد بعض من مشاهدها. وأصر كيليطو على أن "ألف ليلة وليلة" إبداع كوني يشد القارئ ويجعله يتحدث عنه دون ملل ولا كلل، وعلى أن هذا العمل ليس كتابا وإنما هو مجموعة كتب، إذ أن كل طبعة تتفرد عن غيرها، وكل ترجمة تختلف عن سابقاتها، بل إنها خزانة متنقلة من العشرات من "ألف ليلة وليلة". في تقديمها ل"أنبئوني بالرؤيا"، قالت كل من أمينة عاشور وآسية بلحبيب، أن هذا العمل الجديد لعبد الفتاح كيليطو، هو استعادة لبعض من حكايات "ألف ليلة وليلة" بمقاربة جديدة، ترتكز على فضول جامح وتساؤلات متجددة لا حصر لها من قبيل، ما هي ألف ليلة وليلة؟ كيف يمكن قراءتها وإعادة كتابتها؟ في هذا الصدد، قالت آسية بلحبيب، روائية وأستاذة جامعية، إن "أنبئوني بالرؤيا" مجموعة من القصص لا يدري المرء إن كان يتعلق الأمر برواية أو حكايات، أو هي من وحي خيال المؤلف، مشيرات إلى أنها إبداع يحير القارئ، بإرادة من صاحبه، الذي يسعى إلى السفر بقرائه بين ثنايا الطرائف والنوادر المستلهمة من المعيش اليومي لشخوص سريالية، وأحيانا وهمية تهيم بين متاهات الحياة العادية، لكنها متيمة بالأدب. و"ألف ليلة وليلة" بالنسبة للكاتب، تقول بلحبيب، ليست سوى ذريعة، خاصة أن كاتب "أنبئوني بالرؤيا" كان دائما مغرما بهذا الموروث الفكري، الذي يجمع ثقافات شعبية عدة في كتاب واحد، والذي "يصاحب القارئ طوال حياته، يقرأه طفلا ثم يافعا وبالغا، ويؤثر فيه عميقا وإليه يعود دائما" كما قال كيليطو نفسه، خلال هذه الأمسية. (و م ع)