أعلنت حكيمة حميش، رئيسة جمعية محاربة السيدا، أن 39 في المائة من مستعملي الحقن المخدرة، الذين خضعوا لفحوصات وتحاليل مخبرية حول الأمراض المعدية، بمدينة الناضور، حاملون لفيروس السيدا، وأن 90 في المائة، حاملون لفيروس التهاب الكبد الوبائي س. وأكدت حميش، خلال ندوة صحفية، مساء أول أمس الثلاثاء، بالدارالبيضاء، لتقديم كتاب "دليل الصحفي لتغطية داء فقدان المناعة المكتسب/السيدا"، أن الأرقام، التي تقدمها وزارة الصحة في ما يخص عدد الحاملين لفيروس السيدا، "صحيحة، ولا تشوبها شائبة"، معترفة أن "الأرقام الرسمية أكثر صحة من التي يمكن أن تقدمها جمعيات، لأن الوزارة لها من الإمكانيات والموارد البشرية، ما يساعدها على ضبط المعطيات في هذا المجال". واعتبرت حميش أن كتاب "دليل الصحفي لتغطية داء فقدان المناعة المكتسب" دليل خاص بالصحافيين لتوعية المواطنين، "خاصة أن أغلبية المواطنات والمواطنين سبق أن سمعوا بالسيدا، لكن المعلومات التي احتفظوا بها، تبقى مطبوعة بالنقص، وانعدام الدقة، إن لم تكن مغلوطة". وشددت حميش على أن دور الإعلام أساسي من أجل مجابهة النقص والخطأ في المعلومات، والتخويف، والوصم والتشويه، من خلال مفردات الخطاب، المستعملة إعلاميا. وقالت إن "المواطنين كافة هم المستهدفون من خطابات الإعلام، فالمعلومات التي ينشرها الصحافي، هي التي تروج بين العموم، ومن هنا، فإن التدقيق في المعلومات والمعطيات والصيغ البيداغوجية، التي تطرح بها المواضيع الصحفية المرتبطة بالسيدا، يظل أمرا ضروريا لتفادي انفلاتين خطيرين محتملين، الأول، قد ينتج عن نشر معلومات خاطئة، أو معطيات تعزز الممارسات التدجيلية، التي توسع مستنقع الجهل بموضوع السيدا في تشعباته المختلفة، والثاني، قد يحدث نتيجة الجري وراء السبق الصحفي في نشر معلومة تكون غير مكتملة، أو مجانبة للصواب، ما يترتب عنه انعكاسات مهلكة"، مضيفة أن هناك مقالات كثيرة تسقط في هذا النوع من الانفلات، من خلال عنونة المواد الإعلامية أو متونها. وأشارت حميش إلى أن "مثل هذه الأخبار لا ينتج عنها الرعب والهلع فقط، بل قد تؤدي المعالجة الخاطئة لموضوع السيدا، إلى نشر معلومات خاطئة عن طريق انتقال فيروس السيدا، وتعرقل مجهودات وسياسات استراتيجية الوقاية والتكفل بالمرضى. من جهته، اعتبر مؤلف الدليل، عبد الوهاب الرامي، أن "من أهم العوامل المساعدة على انتشار الداء، الصمت بكل تجلياته، بما في ذلك الصمت الإعلامي"، مشيرا إلى أن "تكسير هذا الصمت إعلاميا، وبطريقة مهنية، يفرض على الصحافي مراعاة جملة من القواعد في تغطية جانب أو آخر من الجوانب المتعددة للداء". وأوضح الرامي، الذي استعرض العناوين الكبرى للدليل، أن "رصد هذا الدليل، الذي يعد الأول من نوعه على المستوى العربي، خدمة للصحافي المغاربي والعربي، لتحسيسه بالضرورة الملحة لمتابعة موضوع السيدا، وحثه على تحسين أدائه، باقتراح منهجية عمل كفيلة بإنتاج خطاب إعلامي حول السيدا، وظيفي، وموضوعي، وإيجابي، وفعال". وقال عمر الزغاري، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، فرع الدارالبيضاء، إن "دليل الصحفي لتغطية داء السيدا عمل مهم بالنسبة للصحافيين، خاصة المهتمين بموضوع السيدا، كما أنه دليل للصحافيين عامة، وأرضية للاشتغال حول مواضيع مماثلة، لما يلعبه الإعلام من دور في توعية المواطن، كما يمكنه، بجرة قلم، أن يهدم جهود سنوات عدة". وقال أحمد الدريدي، المنسق الوطني لجمعية محاربة السيدا، إن الجمعية والنقابة مقبلتان على خلق مركز للثوثيق خاص بداء السيدا، وجائزة للصحافة في موضوع السيدا، كما أن الطرفين مهتمان بدعم وتعزيزالصحافة المهتمة بموضوع داء فقدان المناعة المكتسب (السيدا).