كيف ترصدون وضعية السيدا في المغرب خلال هذا العام؟ يزحف الوباء في المغرب بسرعتين متباينتين: الأولى تمتاز ببطئها ونجدها، في الغالب، لدى عموم المواطنين وتصيب نسبة تصل إلى حوالي 0.1 في المائة، أما السرعة الثانية فهي متسارعة وتثير القلق لأنها تصيب مجموعتين هشتين: تتشكل المجموعة الأولى من عاملات الجنس، وبشكل خاص عاملات الجنس في منطقة سوس ماسة درعة اللواتي تبلغ نسبة الإصابة وسطهن حوالي 6 في المائة، والمجموعة الثانية هي مجموعة المتعاطين للمخدرات عبر الحقن الوريدية والذين بلغت نسبة الإصابة في صفوفهم 5 في المائة سنة 2007، ومن المنتظر طبعا أن ترتفع هذه النسبة أكثر هذا العام. - ما هي المناطق المغربية التي تشهد أعلى نسب للإصابة بالسيدا في المغرب؟ المناطق التي تشهد نسبا مرتفعة لانتشار فيروس الإيدز هي على التوالي سوس ماسة درعة ومراكش الحوز والدار البيضاء الكبرى. هذه المناطق الثلاث المذكورة تشكل ما مجموعه 52 في المائة من نسبة المصابين في المغرب. مازالت منطقة سوس ماسة درعة تحافظ على أكبر نسبة للإصابة لأن القاطنين بها هم من بين المجموعات البشرية غير المستقرة أو العابرة من البحارة في مجال الصيد، العمال والعاملات في الضيعات الفلاحية، عناصر الجيش،.. مما يجعلهم في وضعية عدم استقرار على مستوى العلاقات الجنسية وتعددها. - ما هي الاستراتيجية التي أعدتها جمعيتكم لتكثيف الوعي بخطورة المرض؟ من الصعب جدا أن نقوم بإجراء حصيلة للمجهود المبذول لمكافحة السيدا في المغرب. إذا أردنا مقارنة ما قام به بلدنا في هذا الإطار بما تقوم به دول المغرب العربي والشرق الأوسط، فإنه يمكننا القول إن الحصيلة إيجابية للغاية بالنظر إلى تبني المغرب برنامجا وطنيا متكاملا لمحاربة السيدا، ووجود العديد من الجمعيات التي تعمل منذ سنوات في هذا المضمار، خاصة الجمعية المغربية لمكافحة السيدا، أكبر الجمعيات المغربية التي تساهم في الوقاية من الداء وتقديم المساعدة إلى الأشخاص الذين يعيشون مع الفيروس. حققنا أشياء مهمة خصوصا تعميم العلاج الثلاثي لكل المصابين الذين هم بحاجة إليه، وهو ما لا تقوم به بعض دول الجوار. يقوم المغرب بمجموعة من الحملات الخاصة بالتحسيس والوقاية، لكن الداء ينتشر بسرعة كبيرة، فهو يحاصرنا في الشمال بمستعملي المخدرات، فيما يرتفع نشاط عاملات الجنس في الجنوب، لذا فالحصيلة متباينة للغاية. يبلغ عدد الأشخاص الذين يتناولون المخدرات عبر حقن الوريد، حسب وزارة الصحة، 14 ألف شخص، كما أن 5 في المائة من مستعملي المخدرات إيجابيو المصل في جهة طنجة وتطوان. وكشفت دراسة أجريت هذا العام أن 35 في المائة من مستعملي المخدرات عبر الحقن في الناظور حاملون لفيروس السيدا، ونحن في انتظار نتائج الدراسة التي ستظهر قريبا.