احتفلت المكسيك أمس الثلاثاء بمضي مائتي عام على استقلالها في أجواء تتميز بانعدام الأمن واقتصاد يحاول تجاوز تداعيات الأزمة المالية. وقد وضعت الحكومة المكسيكية برنامجا شاملا لهذه الاحتفالات, ووجهت دعوات لكافة دول العالم لمشاركتها الاحتفال بذكرى مرور200 سنة على انطلاق كفاحها من أجل الحصول على الاستقلال في شتنبر1810 , وذلك استجابة لنداء التمرد على إسبانيا الذي وجهه الكاهن الكاثوليكي ميغيل هيدالغو زعيم الاستقلال بالمكسيك. وبعد مرور11 سنة والعديد من المعارك, نشأت الدولة المكسيكية الحديثة في1921 على أنقاض الإمبراطورية الإسبانية. لينطلق بذلك العمل من أجل إحياء الإرث الذي ينهل معظمه من إمبراطوريات الأزتيك في وسط البلاد والمايا في الجنوب, واللذين أضفيا على المكسيك حتما هويته كبلد متنوع. وبمضي قرن على نداء الاستقلال الذي دعا إليه الأب هيدالغو, خاض المكسيكيون أول ثوراتهم في القرن العشرين ضد حكم مركزي متسلط ونظام للملكية الفلاحية اعتبر ظالما من وجهة نظر الأغلبية. غير أن هذا الاعتزاز الكبير الذي يعبر عنه المكسيكيون بخصوص هذا التطور التاريخي يلطخه الواقع والأحداث الحالية التي يشهدها هذا البلد. فالحرب ضد عصابات المخدرات القوية أدت إلى مقتل28 ألف شخصا على الأقل منذ دجنبر2006 , كما أن هذا العدد يرتفع أكثر كل يوم. وقد دفع هذا الوضع وزيرة الخاريجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى التحدث الأسبوع الماضي عن كون المكسيك تبدو وكأنها كولومبيا, ومقارنة الأعمال المرتكبة من قبل عصابات المخدرات ب"تمرد" منظمات الجريمة المنظمة.