بشارع الموحدين في الدارالبيضاء، ما تزال أشغال إنجاز محطة القطار الميناء الجديدة والخط السككي للقطار فائق السرعة، الذي سيربط العاصمة الاقتصادية بمختلف المدن المغربية، متواصلة بوتيرة يجمع الكل على أنها بطيئة.على امتداد 600 إلى 700 متر، أحيط المكان بسياج كتبت عليه كل المعلومات والرموز الإشهارية، التي تثير فضول أي قارئ أو عابر سبيل. أعضاء فريق العمل، الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، منهمكون في حفر المكان لإنجاز الخط السككي الحديدي، الذي سيمر منه القطار، ويشتغلون بصورة متواترة، تحت أشعة الشمس الحارقة، مستعملين آلات كبيرة مخصصة للحفر العميق، وتفتيت الصخور الضخمة. الحفر العميق أدى إلى ظهور برك مائية كبيرة، ما أرغم فريق العمل على توقيف الأشغال، إلى حين وصول الفرق المختصة في تجفيف تلك البرك المائية. ووكلت مهمة ترجمة مشروع محطة القطار الميناء على أرض الواقع إلى شركة برتغالية في البداية، إلا أنه جرى الاستغناء عن خدماتها، بسبب "عدم كفاءتها" في هذا المجال، وعوضت بشركة مغربية، لكن هذه الأخيرة تشتغل ببطء، ما سيؤخر إنجاز هذا المشروع عن الموعد المحدد له مسبقا، وجرى تمديد مدة الأشغال إلى حدود سنة 2014. وذكر عبد الرزاق، أحد العمال الموجودين بعين المكان "حتى الآن حفرنا عشرة أمتار ونستريح بين كل مرحلة وأخرى، وسنستمر في إكمال الحفر إلى أن نصل إلى سبعة عشر مترا"، أما المشكلة، التي تعاني منها المحطة، بالإضافة إلى ضوضاء الأشغال، عرقلة في حركة السير، التي تسببها فيها هذه الأشغال بصورة ملفتة للنظر، ما يخلق صعوبة في مرور السيارات والتحاق الناس بأماكن سكناهم أو عملهم. "عند خروج الموظفين من أماكن عملهم، يعرف هذا المكان اكتظاظا بصورة كبيرة، ما يخلق عدة مشاكل، لا يمكن حلها إلا بإعادة ترميم وتوسيع الشبكة الطرقية، خاصة في هذا الموقع الحيوي"، هذا ما أكده بومصعب سالم، أحد المهندسين المختصين. على الجانب المحاذي لمشروع المحطة الجديدة، توجد محطة أخرى صغيرة تشتغل بصفة مؤقتة، إلى حين إكمال بناء المحطة الأولى، ورغم التغيرات التي طالت المحطة المؤقتة للمسافرين، إلا أن المكان لا يخلو من الفوضى والعراقيل، التي تتسبب فيها الحفر الكثيرة المنتشرة في محيط بابها، التي تؤدي إلى سقوط المارة، إضافة إلى الفوضى، التي يتسبب فيها سائقو سيارات الأجرة الصغيرة، يقول أحد المسافرين "عندما يتوقف القطار ويهم المسافرون بمغادرة باب المحطة يتسابق نحوهم سائقو سيارات الأجرة لاختيار الزبناء، حسب بُعد أو قُرب وجهتهم، فيتسببون في عدة مشاكل، تؤدي إلى عراك وسب وشتم بين بعضهم البعض، على مرأى ومسمع الأشخاص المكلفين بالحراسة، الذين يشكلون نقطة الضوء في هذه المحطة". وتبقى الأشغال متواصلة، ويؤكد الجميع أن تسريع وتيرتها، سيضمن للبيضاويين محطة كبرى للسكة الحديدية، بات الناس بأشد الحاجة إليها.