لم يف المسؤول الأول عن مقاطعة سيدي بليوط بالوعود، التي قطعها على نفسه، بتسييج المكان الذي توجد فيه بقايا عمارة سقطت منذ حوالي سنتين، في زنقة مصطفى المعاني، بالدارالبيضاء..إذ لم تقم مصالحه بأي مبادرة للحد من الخطر، الذي بات يشكله هذا "الخراب" على المواطنين، الذين يعبرون يوميا الزنقة المذكورة في اتجاه مقرات عملهم، وسط المدينة. كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، سبق أن وعد، في تصريح ل"المغربية" بأنه سيأخذ الإجراءات الضرورية لتجنيب المواطنين الخطر، الذي يهددهم عند مرورهم قرب تلك العمارة الشبح، التي احتل بعض بيوتها المخربة متشردون ومنحرفون، اعتدوا، في أكثر من مناسبة، على المارة، خصوصا النساء. قبل عامين، تسببت أشغال إصلاح عمارة سكنية، قُبالة سينما "إدن كلوب"، بزنقة مصطفى المعاني، إلى سقوط عمارة قديمة مجاورة لها، ومنذ ذلك الحين، تحولت إلى مطرح حقيقى لرمي النفايات، ومكان لتجمع المشردين، وموقع لتكاثر القطط والكلاب، حالها حال فندق "نيلكون"، بشارع محمد الخامس، الذي حصد أرواح أكثر من خمسة متشردين كانوا يبيتون تحت أسقفه الآيلة للسقوط، دون أن يحرك ذلك لا ضمير ولا قلب المسؤولين على تسيير أكبر مدينة بالمغرب. إذا عجزت سلطات مقاطعة سيدي بليوط عن تنفيذ وعود رئيسها ببناء جدار حول الحفرة، التي تركها سقوط العمارة، فعلى الأقل يمكن لهذه السلطات أن تضع علامات عند مدخل زنقة مصطفى المعاني تنبه فيها المارة إلى الخطر، الذي يحدق بهم عند مرورهم من أمام تلك العمارة، التي تؤوي مجموعة من متشردي المدينة. السكان وأرباب المحلات التجارية، المنتشرة على طول الزنقة المعنية، راسلوا، أكثر من مرة، السلطات المحلية والمركزية، لإيجاد حل لهذه المشكلة، التي تهدد سلامتهم، وتتسبب في بور تجارتهم، إلا أن طلبهم ظل معلقا، حتى لا نقول إنه سقط في أقرب سلة مهملات بمكاتب المسؤولين، الذين جرت مراسلتهم. عندما يتعرض، لا قدر الله، أي مواطن أو مواطنة تمر من هناك، إلى اعتداء جسدي أو اغتصاب جماعي، فإن المراسلات العديدة، التي بُعثت إلى السلطات المعنية والمقالات الصحافية الكثيرة، التي نبهت إلى هذا الخطر، ستكون أكبر شاهد على تقصير المسؤولين في الحفاظ على سلامة المواطنين.