ستيفن دكر الذي يبلغ من العمر 36 عاما، كان يحاول تثبيت مجموعة من كلاليب الصور في بيتهم المتواضع، الذي يتكون من طابق واحد..ولم يتوقع أنه سيفقد أعصابه أمام مزحة أمه، التي سخرت من محاولته، فما كان من ذلك الابن الذي لا يملك قلب إنسان إلا أن انقض عليها على نحو مفاجئ، وأشبعها ضربا بالمطرقة التي كانت بيده، ولم يكتف بذلك، إنما واصل ضربه العنيف والمميت على وجهها، ولم يتركها إلا جثة هامدة. ولم تنفع صرخات الأم المتقاعدة، التي كانت تعمل مراقبة، والمفجع في تلك القضية أن هذا الابن قام وبكل هدوء بإزالة الآثار والأدلة التي تشير إلى ارتكابه ذلك الجرم. ولم يكتف بإخفاء معالم الجريمة بل ذهب إلى عقد مؤتمر صحفي بعد الحادث. وقدم التماسا مفعما بالعواطف مطالبا الشرطة والجمهور بمساعدته على العثور على القاتل ومن بين ما قال للحاضرين "لم يدر بخلدي عندما ودعت أمي لأذهب إلى رؤية أصدقائي أنها المرة الأخيرة التي أتحدث إليها وانظر لها". وقد اجتهد الابن المجرم في جعل مشهد الجريمة وكأنه ضحية عنف متعمد من أجل السرقة، وذلك ساعده في تضليل العدالة وعدم استطاعتها الوصول إليه لبعض الوقت. لقد قام بعد أن استكمل جريمته بتغيير ملابسه، ثم أخذ حقيبة أمه وغادر البيت وكأن شيئا لم يكن. ولكي يخفي آثار الجريمة بشكل كامل دفن الملابس تحت الأرض والمطرقة وحقيبة اليد دفنهما في مكان آخر. بعد ذلك توجه القاتل ستيفن دكر الذي يعمل عامل هندسة، لزيارة أصدقائه، وبعد أن قضى بعض الوقت معهم اتصل بأخته وأخبرها أن أمه على ما يرام، وأنه تركها قبل ساعات. وقبل أن يعود للبيت اشترى بعض الأغراض والمشروبات وكأن شيئا لم يكن، وعندما وصل البيت رفع سماعة الهاتف واتصل بالشرطة التي أخبرها بأنه عاد توا للبيت ووجد أمه ممددة وقد فارقت الحياة. وعندما وصلت الشرطة وطبيب الأدلة الجنائية وجدوا أن الدماء قد انتشرت على الجدران والأبواب وجزءا من الجمجمة إلى جوار جثة والدة ستيفن. وبعد فترة اعتقلته الشرطة ومن ثم أطلقت سراحه لكنه ظل المشتبه الرئيسي في الجريمة. ويذكر أن الأم البالغة من العمر 58 عاما، قد تقاعدت عن العمل قبل أن تفقد زوجها الذي توفي في عام 2002، بسبب السرطان، وبدأت بإعادة ترتيب حياتها، وخلال التحقيقات قامت الشرطة بأخذ مئات التصريحات من أجل تعقب القاتل. وقد اكتشفت الشرطة أن ستيفن انتقل للعيش مع أمه بعد مدة من وفاة والده، إذ أخذت أمه تعاني من الكآبة فضلا عن محاولتها الانتحار. ولكن الذي جعل الأمور تتأزم، هي أن الابن أصبح لا يطيق طلبات والدته التي من بينها أنه يقوم ببعض الأعمال المنزلية التي لا تروق لها، والتي بسببها تنتقده بشدة. وأشار أحد الجيران إلى أن الأم فعلا كانت سيدة صعبة المراس ولا يمكن إرضاؤها بسهولة. وفي تلك الليلة التي كان ستيفن يعمل في تثبيت الكلاليب وصفته بالأحمق الذي لا يصلح لشيء، الأمر الذي جعله يفقد السيطرة على أعصابه ويتوجه نحوها ليشبعها ضربا. ويقول ستيفن، أنه كان يريد الذهاب للالتقاء بخطيبته لأنه قد طلق زوجته الأولى، وحينما علمت أمه بذلك انتقدته كثيرا، وقالت له أنها ستنتحر لو تزوج منها، ويبدو أن ذلك الأمر قد ترك أثرا كبيرا في نفسه. ولم تستطع الشرطة اكتشافه إلا بعد جهود كبيرة انتهت به إلى الاعتراف بأنه قتل أمه لأنها سخرت منه ووصفته بالأحمق، إذ فقد السيطرة على نفسه وبدأ يضربها على رأسها بالمطرقة، وحينما حاولت النهوض ضربها على وجهها. وعندما سألت أخته عن الحادثة قالت أنها لا تصدق أن يفعل أخوها مثل ذلك، لكن اعترافاته كافية.