المتجول في شوارع وأزقة حي أناسي، بمقاطعة سيدي البرنوصي، بالدارالبيضاء، يصطدم بالكثير من النفايات، بشكل لا يطاق، في جل أركان الحي، الذي يبلغ عدد الشقق به حوالي 6300 شقة.حاويات غير كافية لاحتواء نفايات أكثر من 6000 أسرة (خاص) إذا كان عدد من المواطنين يشتكون كثرة الأزبال المنتشرة بحي أناسي، الدارالبيضاء، فإن حسن بازيد، رئيس مصلحة النظافة بشركة "تيكميد، له رأي آخر في الموضوع. المهدي، طالب جامعي (21 سنة)، قال ل "المغربية"، بامتعاض كبير "الريحة الخايبة قتلاتنا فصحتنا، كنبغيو نمشيو نقضيو شي غراض ومكنلقاو منين ندوزو"، مضيفا أن سكان الحي، بدورهم، يساهمون في الوضع المزري، الذي آلت إليه المنطقة، إذ هناك أشخاصا، حسب قوله، عوض أن يرموا نفاياتهم المنزلية في الأماكن، التي تخصصها الشركة لجمع النفايات، يراكمونها بطريقة عشوائية في كل زوايا الحي". من جهتها، قالت خديجة (42 سنة)، التي تقطن ب (أناسي 18) "اللهم هذا منكر، مالقاو فين يديرو طوارّو ديال الزبل غير قدام باب العمارة، ديما عاسة عليهم، ولكن مازال معرفتش شكون لي كيشتت الزبل حدى الشراجم"، مضيفة بانفعال واضح أن بعض المواطنين يتحملون بدورهم مسؤولية انتشار الأزبال في المنطقة. سرقة 4000 حاوية وإذا كان مهدي وخديجة يعتبران أن حيهم فقد بريقة بسبب النفايات المنتشرة في كل مكان، فإن حسن بازيد، رئيس مصلحة النظافة بشركة "تيكميد"، أكد أنه إذا كانت فعلا منطقة حي أناسي تعاني مشكل الأزبال، فهذا يرجع إلى وجود عدد من البراريك المهدمة، التي تحول دون وصول شاحنات الأزبال إلى النقاط السوداء، التي توجد بالحي"، وأضاف أن هناك حوالي 4 ألاف حاوية قمامة سُرقت أوحرقت من طرف المواطنين، إضافة إلى رفض السكان وجود مثل هذه الحاويات بالقرب من منازلهم، مؤكدا أن الشركة تشغل ما يقارب 67 عاملا، وتسعى بكل الوسائل إلى توفير المعدات اللازمة لتوفير النظافة المطلوبة بالحي". من جهة أخرى، أكد سعيد أيت الطالب، رئيس "جمعية أجيال الاندماج للتربية والثقافة و التنمية الاجتماعية"، أنه، بتنسيق مع عدد من الجمعيات، تُوزع العديد من الأكياس البلاستيكية في عيد الأضحى، إضافة إلى تنظيم حملات لتوعية الأطفال والشباب حول أهمية المحافظة على البيئة، وقال "الغريب أن الأزبال تنتشر بشدة في المناسبات الدينية، وهذا ضد قيمنا الدينية". للإشارة، فقد كان حي أناسي بالأمس القريب يتميز بمساحاته الخضراء، وحدائقه العديدة، التي تعد متنفسا للسكان، إلا أن الأمر تغير في السنوات الأخيرة، بسبب الإهمال والأزبال، التي بلغ انتشارها حدود تلك الحدائق، مُحولا إياها إلى أمكنة لتجميع النفايات، فضلا عن الكثافة السكانية التي يشهدها الحي،والتي تزيد تفاقم الوضع البيئي بالمنطقة، كما جاء على لسان صارة، واحدة من سكان المنطقة، التي قالت "لا يمكن أن تتصوروا وجود أكثر من 20 شقة في عمارة واحدة، إضافة إلى الكم الهائل من العمارات الموجودة في هذا الحي الشعبي، بالمقابل لا نتوفر على أماكن مخصصة لرمي الأزبال، التي يمكنها أن تسد الفراغ الموجود وتحل هذه المعضلة".