يعد عبد الله الستوكي، من كبار الإعلاميين المغاربة، وناشرا وكاتبا وحافظا للذاكرة الثقافية المغربية. رجل صرف أزيد من 44 سنة من عمره في خدمة الإعلام في المغرب والعالم العربي وحتى الغربي، تخرج على يديه جيل كامل من الإعلاميين العظام والأكفاءوهو من العلامات المضيئة في المشهد الإعلامي المغربي. الستوكي رجل من هذا الوطن ذاق طعم الولادة بين أحضانه والعيش تحت سمائه وبين أبنائه، فآسرته الكتابة عن قضايا وطنه، ويعد بروميثيوس الإعلام، الذي سرق نار الكتابة، وعمد بها أجيالا، كان بالنسبة إليهم الأب، والصديق والمعلم والمفكر، والمحلل، وكاتب العمود، حتى ارتبطت كتاباته ومقالاته بقلم لا يهادن ولا يعرف المحاباة، فكان، بحق، مرآة الصحافة المغربية، التي تصور الواقع، كما هو، لا كما يراه الآخرون. وردد كثيرا مع نيتشه قولته الشهيرة، "حينما نحلق عاليا نبدو صغارا في عيون الذين لا يعرفون الطيران". حلق الستوكي عاليا في جميع الأجناس الصحفية، وغزا قلمه مجاهل لم يسبق أن وطأها قلم قبله. بكل اختصار، يعد الستوكي الأب الروحي للمقالة الصحفية، وبتجربة وثقة كبيرتين وضع الدرس الصحفي، بدءا بتأسيس جرائد حزبي الاتحاد الدستوري (رسالة الأمة) والتجمع الوطني للأحرار (الميثاق الوطني) و(المغرب) ... كما كان من بين من قادوا دفة وكالة المغرب العربي للأنباء ورسم معالمها الكبيرة والصغيرة. بالحب يهزم الستوكي اليوم النسيان، وبالحنين يحتفظ لنا بذاكرة غنية عاينت عن كثب التحولات التي شهدها المغرب عموما وصحافته خصوصا على مدى سنوات. على امتداد شهر رمضان تكشف "المغربية" جوانب من حياة هذه الشخصية عبر وقفات تستحضر أهم محطات حياة هذا الإعلامي المغربي لتركيب أهم المشاهد واللحظات، التي طبعت حياة مليئة بالعطاء.