شارك طلبة مغاربة في مخيم فضائي بمدينة هنتسفيل، في ولاية ألباما الأمريكية، التي يوجد بها مركز الفضاء والصواريخ الأميركي، اطلعوا فيه على تحديات السفر في الفضاء، من خلال المشاركة الفعلية المباشرة في العديد من النشاطات، التي اختتمت بمحاكاة طيران مركبة مكوك فضائي.واستفاد من الرحلة 12 طالبا مغربيا، رفقة المئات من الطلبة من مختلف دول العالم، وأمضوا أسبوعا في مخيم فضائي، اطلعوا فيه على ما يتطلبه السفر في الفضاء من علم وتكنولوجيا وعمل وتعاون، وتعرفوا، عن قرب، على الأجهزة، التي تستخدم لإعداد رواد فضاء ناسا. كما مارسوا تداريب فضائية، شملت التدريب على الجاذبية، ومحاكاة المشي على القمر، ووحدة المناورة المأهولة، وحقيبة الظهر، التي يحملها رواد الفضاء للسير في الفضاء أثناء الرحلات المكوكية، إضافة إلى قضاء ساعات في كبسولات انعدام الجاذبية. وقال كمال ولد ريري، خبير في الفضاء، مغربي الأصل أمريكي الجنسية، لموقع "أميركا دوت غوف"، إن أكثر التدريبات تحديا وصعوبة هو نظام الوصول المتعدد، وهو نظام استخدم للتدريب على مهمة ميركوري في أوائل الستينيات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن ذلك النظام ساعد على تدريب رواد الفضاء على كيفية التصرف، في حال خرجت الكبسولة، التي تقلهم عن مسارها، أثناء عودتها من مدارها. وأضاف "يتضح بجلاء أن الأمور لا تجري دائما كما هو مخطط لها فماذا نفعل في هذه الحالة؟ هذا جزء من تعليمهم مهارة التعرف على الخطأ والمشكلة، لكن، كيف يحصل تحديد المشكلة؟ على المرء، قبل كل شيء، أن يفهم المشكلة، لأنه لن يكون قادرا على حلها دون فهم السبب الأصلي لها." من جهتها، أعربت وداد إنفي، مشاركة مغربية، عن أن تجربة المخيم الفضائي ستجعلها تغير أسلوبها في التعليم. وقالت "في المغرب طلبة جون، لكن معظم برامجنا التعليمية نظرية صرفة، ولذا سيكون من المثير جدا للاهتمام إذا استطعنا إدخال مثل هذه الأدوات العملية إلى الفصول الدراسية". وكان المشاركون حضروا، قبل انطلاق الرحلة، اجتماعا إرشاديا بمقر السفارة الأميركية في الرباط، عبارة عن ندوة تكوينية منقولة إلكترونيا مع ولد ريري، الخبير المغربي في الفضاء، الذي قدم لهم صورة أولية على برامج الفضاء. يذكر أن المخيم الفضائي هو أحد البرامج، التي ترعاها السفارة الأميركية بالرباط، بهدف التواصل مع الشباب المغاربة، وتعزيز التبادل العلمي والتكنولوجي على كل المستويات. وكان رائد الفضاء، روبرت ساتشر، زار المغرب في وقت سابق، كما سبق أن زار المغرب مبعوث الرئيس أوباما العلمي، إلياس زرهوني، الذي اجتمع مع مسؤولين مغاربة، وحثهم على توسيع وزيادة التبادل العلمي والتكنولوجي بين البلدين.