أعلن المصطفى ولد سلمى، القيادي في بوليساريو، أن صورة المغرب مختلفة تماما عما تقدمه وسائل إعلام بوليساريو.وقال ولد سلمى، في ندوة صحفية، أول أمس الاثنين، بمدينة السمارة، إن "مقترح الحكم الذاتي هو الحل الأفضل، الذي يضمن للصحراويين تحقيق مطالبهم"، مضيفا أن "المحتكرين لقيادة بوليساريو معزولون شعبيا في مخيمات المحتجزين بتندوف". وحسب الإذاعة الجهوية لمدينة العيون، قال ولد سلمى إن "مجموعة قليلة من الأشخاص يحتكرون القرار في البوليساريو، والأغلبية الساحقة مجرد موظفين، في استمرار لهيمنة نظام الحزب الوحيد والرأي الوحيد لدى قيادة بوليساريو"، مشيرا إلى أنه جاء إلى مدينة السمارة في إطار البرنامج الأممي، القاضي بتبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية، وأنه مكث في المغرب أكثر من ثلاثة أشهر، مكنته من الوقوف، عن كثب، على الإنجازات المغربية في الصحراء، وجعلته يقتنع بضرورة إجراء حوار بين الصحراويين من الجانبين، لإيجاد تسوية للنزاع المفتعل. وقال المسؤول في بوليساريو إن الصحراويين سيجدون في مشروع الحكم الذاتي أنفسهم، وسيمنحهم فرصة تطوير ثقافتهم"، مستبعدا الفكرة التقليدية، والمتقادمة، التي تنادي بها قلة قليلة من قيادة بوليساريو، لتشكيل دويلة قزمية على الحدود المغربية الجزائرية. وأضاف "نحن مجموعة بشرية صغيرة، لن نتجاوز، في أقصى تقدير 200 ألف شخص، وهو رقم أقل من الجيش الجزائري، وبالتالي، سنظل معرضين لكثير من الأخطار، ولن نستطيع حماية أنفسنا، في حالة تشكيل كيان منفصل". ودعا الصحراويين في الجهتين إلى "الجلوس إلى طاولة الحوار، للتفكير في مصلحتهم، بعيدا عن أي طروحات انفصالية تتنصر لإقامة دويلة في الصحراء"، وإلى تغيير نظرتهم لبعضهم البعض، وتطوير تفكيرهم من أجل فتح حوار جاد حول مشروع الحكم الذاتي، الذي أبدى اقتناعه به من الناحية المبدئية. وقال "يجب ألا نظل ننتظر أن تجد إسبانيا، أو الجزائر، أو فرنسا، أو أميركا، مصلحتها لنصل إلى حل". يشار إلى أن ولد سلمى متزوج ورب أسرة، تضم أربعة أبناء، وهو ابن الشيخ سلمى ولد سيدي مولود، أحد كبار شيوخ قبيلة الركيبات الصحراوية، وشيخ تحديد الهوية في المناطق الجنوبية للمغرب، وتعرض للاختطاف من طرف بوليساريو بمدينة السمارة، سنة 1979، وعمره لا يتجاوز، آنذاك، 9 سنوات، رفقة أمه وأربعة من إخوته، لينقل إلى مخيمات المحتجزين، بتندوف.