وجه المكتب المحلي لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي يحي الغرب، الأربعاء الماضي، رسالة إلى والي الأمن بجهة الغرب الشراردة بني احسن، حول موضوع "الوضع الأمني بالمنطقة". وجاء في الرسالة التي توصلت المغربية بنسخة منها أن "الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بسيدي يحي الغرب، يؤسفه أن يتوجه إلى والي الأمن بهذه الرسالة، بخصوص الوضع الأمني المتردي بالمنطقة المذكورة". وأضافت الرسالة، أنه "خلال الأشهر الأخيرة، تواترت سلسلة من جرائم القتل المروعة، التي راح ضحيتها أكثر من ستة مواطنين، الأمر الذي يتنافى مع الحق في الحياة والأمان الشخصي، كما تنص عليه القوانين والتشريعات الوطنية، وتقره المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ذات الصلة". وذكرت الرسالة بأن هذه الجرائم خلفت هلعا ورعبا في صفوف الأطفال والنساء وعموم المواطنين والمواطنات . والتمس المكتب المحلي لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من والي الأمن بجهة الغرب الشراردة بني احسن، في الرسالة ذاتها، اتخاذ الإجراءات العاجلة الكفيلة بالحد من تدهور الوضع الأمني، في حدود ما يسمح به القانون . وكان المكتب المحلي لفرع الجمعية، أصدر في الفترة نفسها، بلاغا حول موضوع تدهور الوضع الأمني بالمنطقة، أكد فيه أن مدينة سيدي يحي الغرب، اهتزت، خلال الشهور القليلة الماضية، على وقع 6 جرائم قتل، راح ضحيتها 6 أشخاص، مضيفا أن هذه الجرائم المروعة، التي خلفت الذعر في صفوف السكان، باتت تطرح عدة أسئلة حول الوضع الأمني في المنطقة. وأعلن بلاغ المكتب المحلي، أمام هذا الوضع، الذي وصفه ب "المنفلت والمقلق"، عن دعوته السلطات المعنية بالملف الأمني باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تدهور الوضع الأمني في حدود ما يسمح به القانون، كما طالب بفتح تحقيق في أسباب تواتر هذه الجرائم، بعد تدارس الفرع لحيثيات وانعكاسات هذا الوضع، الذي "يستهدف الحق في الحياة والأمان الشخصي، كما تنص على ذلك المادة (3) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والفقرة (1) من المادة (6) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. يذكر أن آخر جريمة قتل ارتكبت في المنطقة، راح ضحيتها شاب يدعى (ر.أ)، في مقتبل العمر بسيدي يحيى الغرب، إذ جرت إعادة تمثيل الجريمة في الجمعة ما قبل الماضي. واكتشفت الجريمة، بعد العثور على جثة الضحية بضفاف واد تيفلت بمدينة سيدي يحيى الغرب، بإقليم سيدي سليمان. وأكدت مصادر محلية أن جثة الضحية كانت تحمل آثار جروح غائرة، أصيب بها بواسطة السلاح الأبيض من طرف المعتدين. وبعد نقل الضحية إلى مستودع الأموات، من اجل تشريحها ومعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الموضوع، أسفرت التحريات فيه عن ارتكاب الجريمة من طرف شخص يتحدر من مدينة القنيطرة. وأبانت التحريات أن الضحية، كان برفقة المتهم على متن سيارة أجرة من القنيطرة باتجاه سيدي يحيى الغرب من أجل معاقرة الخمر بالقرب من واد تيفلت، موضحة أن الضحية والمتهم، من المدمنين على تناول الخمر، ومن ذوي السوابق القضائية. وأشارت التحريات إلى أنه وبعد معاقرة المتهم والضحية للخمر، نشب بينهما نزاع حول كوب خمر، أسفر عن تبادل للضرب والجرح، قبل أن يستل المتهم سكينا ويوجه به طعنات غائرة للضحية، ويتركه بالمنطقة يلفظ أنفاسه الأخيرة.