مغاربة العالم كثيرون, حققوا نجاحات باهرة في مجالات عدة, نظير كفاءاتهم وخبراتهم التي أهلتهم دوما لاحتلال مواقع مهنية متميزة, يحرصون أشد الحرص على التفاني في العمل واكتساب المعرفة بشهادة زملائهم , سلاحهم الجد والمثابرة, أينما حلوا وارتحلوا. ناصر عياد, واحد من الكفاءات المغربية العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة, خبير في قطاع الاتصالات الرقمية, يشرف حاليا على تسيير مكتب إقليمي لشركة صينية مختصة في تطوير المد الشبكي لاتصالات الجيل الثالث بمنطقة الشرق الأوسط. -طلب العلم... ولو في الصين- في سنوات الثمانينات حينما كان ناصر, ابن مدينة الرباط, يدرس بجامعة محمد الخامس, لم يكن يدرك حتما أن طموحه لاستكمال دراسته العليا خارج الحدود, سيقوده إلى شد الرحال صوب الصين, استهوته هذه الوجهة, وقرر حينئذ السفر نحو شنغهاي, كانت الرحلة صعبة في البداية, لعدم إجادته الحديث باللغة الصينية واختلاف تقاليد البلد, جعلته يواجه إكراهات جمة من أجل الاندماج في هذا البلد الأسيوي. لكن مع مرور الوقت والسنوات, بدأ ناصر ينحت لنفسه مسارا مهنيا شيئا فشيئا, استكمل دراسته العليا في مجال الاتصال الإليكتروني, ونهل العدة للبحث عن فرصة عمل تناسب مؤهلاته العلمية, لم تكن الوجهة في الأخير سوى, شركة صينية مختصة في تطوير شبكة الاتصالات الرقمية بالعاصمة بكين, والتي اختارته في النهاية من بين مرشحين آخرين, لإدارة مكتبها الإقليمي في أبوظبي الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. ولأنه أصبح بعد سنوات التحصيل يجيد اللغة الصينية حديثا وكتابة, لم يجد ناصر صعوبات في الإندماج في المجتمع الصيني التي تحكمه عادات وتقاليد مغايرة تماما لظروف الحياة في الوطن الأم, بل أكثر من ذلك انخرط في ميدان العمل الجمعوي صحبة رفاقه المغاربة, حيث أسسوا أول جمعية للطلبة المغاربة في بلد المليار نسمة, التي أصبحت تعنى بشؤون طلبة العلم المغاربة في الصين, ثم جمعية أخرى تنشط في إطار حقل الصداقة العربية-الصينية. -من جد وجد... ومن زرع حصد - يقول عياد , في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء, إن "اختيار وجهة الصين في البداية لإتمام دراستي العليا,كان قرارا صعبا بالنسبة لي, اتخذته على مضض, وشكل تحديا يتعين علي بلوغه كيفما كانت الظروف, حيث قلة أعداد الطلبة المغاربة في الصين طرح علي إكراهات جمة , لكني استطعت في النهاية التغلب على كل الصعاب, وتحقيق طموحي بعد سنوات من الكد والاجتهاد".