عبر أزيد من 280 ألف شخص و70 ألف سيارة ميناء الجزيرة الخضراء في اتجاه المغرب، منذ بداية عملية العبور، التي انطلقت يوم خامس يونيو الماضي. وحسب مصادر بالجهاز الإسباني المكلف بتدبير عملية العبور، جرى تسجيل "حركة عبور كبيرة" بميناء الجزيرة الخضراء، نهاية الأسبوع الماضي، ما تطلب تفعيل المرحلة "باء" من المخطط المتعلق بعملية العبور. وتوقعت هذه المصادر أن تعود الأمور إلى "حالتها العادية"، ابتداء من بعد ظهر أول أمس الاثنين. وذكرت وسائل الإعلام الإسبانية، استنادا إلى شركات النقل البحري العاملة بميناء الجزيرة الخضراء، أنه جرى، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، تسجيل عبور 70 ألف شخص و20 ألف سيارة، إضافة إلى أزيد من مائة من الحافلات في اتجاه الموانئ المغربية. ويتوقع أن تشهد عملية عبور مضيق جبل طارق لسنة 2010، التي كانت انطلقت، ابتداء من يوم خامس يونيو الماضي، عوض الخامس عشر منه، نظرا لقرب شهر رمضان الكريم، لتنتهي يوم 15 شتنبر المقبل، عبور 2,5 مليون شخص، وأزيد من 650 ألف سيارة. وكان موضوع عملية العبور شكل محور اجتماع انعقد في ماي الماضي بإشبيلية، للجنة المشتركة المغربية الإسبانية المكلفة بعملية العبور لسنة 2010. وانكبت اللجنة على بحث الترتيبات العملية، التي وضعها الجانبان المغربي والإسباني، لضمان أفضل الظروف لسير عملية العبور2010، والتي تتمحور حول ثلاثة عناصر رئيسية، وهي السيولة والسلامة والأمن، فضلا عن اتخاذ تدابير للمساعدة والقرب. وخلال هذا الاجتماع، أشادت السلطات الإسبانية بالتعاون القائم بينها وبين نظيرتها المغربية، لضمان حسن سير عملية عبور المغاربة المقيمين في الخارج، واصفة التعاون مع المغرب ب"النموذجي". وفي هذا الصدد، أكد نائب كاتب الدولة الإسباني في الداخلية، خوسطو ثامبرانا بينيدا، أن التعاون "الوثيق"، وتنسيق المجهودات بين البلدين، خلال السنوات الأخيرة في هذا المجال، مكن من تحقيق نتائج " إيجابية جدا"، لا سيما من حيث السيولة والأمن، خلال عملية العبور. وتتضمن التدابير التي اتخذتها السلطات المغربية، بالخصوص، جهازا للرعاية الاجتماعية، وضعته مؤسسة محمد الخامس للتضامن، سواء في الخارج أو في المغرب، وإقامة مخطط منسجم للملاحة يضم أسطولا مهما من السفن والبواخر، سيمكن من نقل91 ألفا و244 شخصا و22 ألفا و608 سيارات يوميا. كما تهم هذه التدابير تخصيص استثمار بقيمة 20,3 مليون درهم، من أجل تأهيل البنيات التحتية لموانئ طنجة والناظور والحسيمة، فضلا عن إحداث مرافق لفائدة الركاب تتضمن إقامة مساحات مظللة وجسور وأنظمة للعرض والتشوير. وتتوخى هذه الإجراءات، أيضا، ضمان تأطير طبي وصحي على طول المحاور الطرقية، التي سيستعملها المغاربة المقيمون في الخارج، وتعبئة السلطات المحلية، لا سيما من خلال إحداث خلايا في الأقاليم والعمالات وتعزيز الأجهزة الأمنية، إضافة إلى تدابير أخرى في مجال النقل البحري والطرقي. من جهة أخرى، وضعت السلطات المغربية استراتيجية تواصلية متعددة الوسائط لفائدة المواطنين المغاربة المقيمين في الخارج، من أجل تعميم المعلومات العملية بشأن عملية العبور. من جانبه، وضع الجانب الإسباني، الذي يتوقع استقرارا في تدفقات عملية العبور، مقارنة مع سنة 2009، تدابير تتضمن، بالخصوص، تعزيز أنظمة النقل البحري والمساعدات المقدمة من قبل الصليب الأحمر، الذي سيعبئ طاقما مهما وسيارات للإسعاف، فضلا عن مراكز للتنسيق وباحات للاستراحة. كما وضعت السلطات الإسبانية على طول المحاور الطرقية أجهزة رقمية لتقديم المعلومات والنصائح للمسافرين، همت، بالخصوص، مواقع باحات الاستراحة وتوقيت الرحلات البحرية. واتفق الجانبان، خلال هذا الاجتماع، على تعزيز التنسيق بين نقاط الاتصال الرئيسية، من أجل ضمان تدفق جيد للمعلومات. وستجري عملية عبور مضيق جبل طارق، خلال السنة الجارية، عبر مرحلتين، وهما مرحلة "الذهاب"، التي ستجري ما بين 5 يونيو الماضي و15 غشت المقبل، ومرحلة "العودة"، التي ستجري ما بين 15 يوليوز الجاري و15 شتنبر المقبل. وتتميز عملية العبور لهذه السنة باستقبال ميناء طنجة المتوسط للمرة الأولى للمغاربة المقيمين في الخارج المتوجهين إلى بلدهم الأصلي لقضاء العطلة الصيفية. وكانت مدينة الجزيرة الخضراء احتضنت، في أبريل الماضي، جلسة عمل بين مسؤولين مغاربة وإسبان، تركزت حول الاستعدادات النهائية لضمان حسن سير عملية العبور، خلال السنة الجارية.