أشاد منظمو الاجتماع الإفريقي للأمم المتحدة المعني بالقضية الفلسطينية، يوم الجمعة الماضي، بالرباط، بالدور "النشط والبناء"، الذي يضطلع به المغرب، لما يبذله من جهود لا تكل من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني على التمتع بحقوقه غير القابلة للتصرف. وأعرب المنظمون في البيان الختامي لهذا الاجتماع، عن "تقديرهم العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، لجهوده الدؤوبة، والإجراءات التي يتخذها في الوقت المناسب، للحفاظ على الطابع الديني والحضاري للقدس الشريف". كما أشادوا بمبادرات جلالة الملك "البناءة" دعما للقضية الفلسطينية، بما فيها القدس، معربين عن تأييدهم للنداء الذي وجهه جلالته في منتدى القدس الدولي لعام 2009 من أجل إنشاء تحالف دولي، تشارك فيه حكومات ومنظمات دولية وجهات فاعلة من المجتمع المدني، للحفاظ على الوضع القانوني للقدس كحيز للحوار والتعايش السلمي. وأعرب المنظمون، من جهة أخرى، عن "بالغ القلق" إزاء الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة، الرامية إلى تغيير وضع القدسالشرقية وطابعها الديمغرافي، بما في ذلك مواصلة هدم المنازل، وطرد السكان الفلسطينيين، وسياسة إلغاء حقوق الفلسطينيين في الإقامة، وبناء المستوطنات، ونقل المستوطنين. وشددوا على أن هذه الإجراءات الانفرادية تشكل انتهاكات للقانون الدولي، وتعوق كل الجهود المبذولة من أجل إعادة إطلاق مفاوضات جادة للوضع الدائم بين إسرائيل وفلسطين، مؤكدين أن استمرار هذه الممارسات غير المشروعة، وغير المساعدة، يشكك في مصداقية الالتزام الإسرائيلي المعلن بالتفاوض تجاه حل الدولتين. كما أدان المنظمون بشدة الهجوم القاتل، الذي نفذته إسرائيل يوم 31 ماي المنصرم، ضد الأسطول الدولي، الذي كان متوجها نحو غزة محملا بمساعدات إنسانية، معربين عن تأييدهم، تمام التأييد، لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إنشاء لجنة تحقيق دولية للبحث في هذا الحادث. وأثنوا، من جانب آخر، على عمل الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمجتمع المدني في إفريقيا، لدعم الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع، داعين إياها إلى مواصلة تقديم الدعم المعنوي والسياسي للشعب الفلسطيني. وشكل هذا الاجتماع، الذي نظمته اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، على مدى يومين بالرباط حول "تعزيز دعم الدول الإفريقية لتشجيع إيجاد حل عادل ودائم لقضية القدس"، فرصة لتعزيز مساندة والتزام المجتمع الدولي، خاصة الدول الإفريقية، لفائدة إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، طبقا للقرارات الأممية ذات الصلة، ومناقشة وضعية المدينة المقدسة، ورمزيتها الدينية والثقافية، والمكانة المركزية التي تحتلها في أي حل للنزاع العربي الإسرائيلي.