أكد سفير المغرب لدى المنظمات الدولية، عمر زنيبر، أول أمس الثلاثاء، بأستانا (كازاخستان)، أن المغرب أعرب عن انشغاله "المتزايد" إزاء انطواء المجتمعات، وتنامي ظاهرة العداء للإسلام ( الإسلاموفوبيا ) عبر العالم. وأبرز زنيبر في تصريح تلي خلال ندوة من مستوى عال لمنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي بأوروبا، أهمية الإدانة الشديدة للخلط بين أي ديانة وبين الإرهاب، الذي تروج له وسائل الإعلام، وأيضا، بعض الخطابات العمومية. وجدد الوفد المغربي المشارك، في هذه الندوة، اقتراحه بأن "إعلانا أو قرارا حول محاربة التمييز ضد المسلمين يمكن المصادقة عليه من قبل منظمة الأمن والتعاون الاقتصادي بأوروبا، كما كان عليه الأمر في برلين عندما صادقت البلدان 56 أعضاء المنظمة على إعلان برلين لمحاربة معاداة السامية". وأكد الدبلوماسي المغربي أن "روح التسامح والحوار ميزت دائما المغرب وملوكه، فسياسة الانفتاح والوسطية والتسامح، وتمسكه بالشرعية الدولية واحترام الجوار، وحقوق الأقليات، والتسوية السلمية للنزاعات، جعلت المملكة مؤهلة للاضطلاع بدور رائد في مجال الحوار بين الثقافات والديانات". وذكر في هذا السياق بالإشادة، مطلع سنة 2010 بفارسوفيا، بجلالة المغفور له الحسن الثاني والبابا يوحنا بولوس الثاني، اعتبارا لدورهما الطلائعي كمؤسسين للحوار بين الحضارات والثقافات، وكذا الرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس، العام الماضي، للمشاركين في ندوة إطلاق اليونسكو لمشروع علاء الدين للحوار الثقافي القائم على الحقيقة التاريخية والمعرفة والاحترام المتبادل. من جهة أخرى، أوضح زنببر أن الوفد المغربي أكد الأهمية القصوى لتسوية عادلة ونهائية للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، الذي يؤجج مشاعر الظلم والإحباط، وبالتالي تضخيم أشكال التعصب عبر العالم. وأكد الوفد، أيضا، ضرورة إقامة شراكة بين الدول والمجتمع المدني ووسائل الإعلام للنهوض بقيم التسامح والحوار والاحترام المتبادل. وشدد على ضرورة جعل التنوع الثقافي أحد أعمدة البرامج الاجتماعية لوضع حد للأفكار الجاهزة والمخاوف المتبادلة، والقيام بمبادرات مهيكلة من خلال التفكير، على سبيل المثال، في طريقة تدريس التاريخ في المدارس، وتمثين إسهامات المهاجرين؛ خاصة المتحدرين من مجتمعات دينية تتعرض للتمييز في مجتمعات الاستقبال. وبخصوص جمع المعطيات والإحصائيات حول أشكال التمييز ومظاهر التعصب، جدد الوفد المغربي التأكيد على أهمية تفعيل المقتضى المتعلق ب"جمع ووضع رهن إشارة العموم المعطيات والإحصائيات حول الجرائم التي ترتكب بدافع الكراهية ومظاهر التعصب العنيفة"، الذي ورد في القرار الوزاري 9/09، الذي جرت المصادقة عليه في أثينا. وفي ما يتعلق بمحاربة معاداة السامية، أوضح زنيبر أن الوفد أشاد بالجهود التي تبذلها منظمة الأمن والتعاون الاقتصادي بأوروبا في هذا المجال، مذكرا بأن المملكة كانت أول دولة عربية توقع مع المتحف الأمريكي لذاكرة الهولوكوست اتفاقا يهم التعاون في مجال الأرشيف وفتح ملفات مصنفة ترتبط بالاضطهاد والأعمال المعادية للسامية حينذاك. وتنعقد الندوة من مستوى عال لمنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي من 28 إلى 30 يونيو بأستانا حول موضوع "التسامح وعدم التمييز". وتدرج كازاخستان، بصفتها الرئيسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي بأوروبا لسنة 2010، قضية النهوض بالتسامح ومحاربة التمييز كأولوية في أجندة المنظمة.